اسم الکتاب : الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 1 صفحة : 263
أو بواسطة، و على هذا كان عمل أصحابهم في زمانهم، كما لا يخفى على المتتبّع.
و أما في مثل زماننا من حيث اختلاف الأخبار الواصلة إلينا، و اشتباه الدلالات بقيام الاحتمالات، و فقد قرائن المقامات، فلا بدّ من معرفة ما يتوقف عليه فهم المعنى من العلوم المقررة، و معرفة ما يتوقف عليه من (الكتاب) العزيز، و معرفة القواعد المقررة، و الضوابط المعتبرة المأثورة عنهم :، سيما في الجمع بين مختلفات الأخبار و نحو ذلك، كما لا يخفى على من جاس خلال تلك الديار.
و لا بد مع جميع ذلك من القوة القدسية التي بها يتمكّن من استنباط الأحكام؛ و هي المعبر [1] عنها بالملكة بين علمائنا الأعلام؛ و هي العمدة في الباب. و إلّا فما عداها مما ذكرنا ربما صار سهل المأخذ لما حقّقه الأصحاب، و تلك القوة بيد اللّه سبحانه يؤتيها من يشاء من عباده على وفق حكمته و مراده، و لكثرة الممارسة لأهلها مدخل عظيم في تحصيلها. و كذا للتدرّب في أخبارهم، و التصفح لآثارهم، و تفريغ القلب، و تصفية الباطن، و تحليته بالفضائل، و تخليته من الرذائل، و الرياضة بالملازمة على الطاعات و العبادات، و اجتناب المنهيّات [2]، بل و سائر المباحات، و مجاهدة النفس الأمّارة، بالزهد في الدنيا، و الورع في الدين، أثر عظيم في حصولها وَ الَّذِينَ جٰاهَدُوا فِينٰا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنٰا وَ إِنَّ اللّٰهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[3].
و قال سبحانه [4]وَ اتَّقُوا اللّٰهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّٰهُ وَ اللّٰهُ[5].
و قال إِنْ تَتَّقُوا اللّٰهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقٰاناً[6].
و في الحديث النبوي: «ليس العلم بكثرة التعلم، إنّما هو نور يقذفه اللّه [7] في