و لمزيد من الإيضاح نستمع معا إلى كلام علي 7 في هذا المجال، لقد شرح الإمام 7 هذا الموضوع في الخطبة الشقشقية قائلا:
«فما راعني إلّا و الناس كعرف الضبع إليّ، ينثالون عليّ من كل جانب، حتى لقد وطئ الحسنان و شقّ عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم، فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة، و مرقت اخرى، و قسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام اللّه سبحانه يقول تِلْكَ الدّٰارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهٰا لِلَّذِينَ لٰا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لٰا فَسٰاداً وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بلى و اللّه لقد سمعوها و وعوها، و لكنهم حليت الدنيا في أعينهم، و راقهم زبرجها».
أما و الذي فلق الحبّة، و برأ النسمة، لو لا حضور الحاضر، و قيام الحجة بوجود الناصر، و ما أخذ اللّه على العلماء ألّا يقارّوا على كظة ظالم، و لا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها» [1].
إنه يتبين بوضوح من كلام الإمام علي 7 انّه 7 أحسّ بمسؤولية جديدة من التماس الناس و بيعتهم له، و لهذا قبل بالحكومة كما أنه 7 في نهاية كلامه يعاتب تلك الطوائف التي تمردت على حكومته و يلومها بقوة، يعني كيف و لما ذا تمردتم و خالفتم مع أنكم مسئولون عن حكومتكم؟
نتيجة التمهيد هي أن مفهوم الجمهورية الإسلامية هو نقطة تلاقي انتخابين و تحمّل مسئوليتين الإلهية و الشعبية:
من كل هذا نستنتج أن الجمهورية الإسلامية- في الحقيقة- تعني الجمع بين الانتخابين، و هي نقطة التلاقي بين السلطتين (الإلهية و الشعبية) و توجب مضاعفة المسؤولية إذ هي مكونة حينئذ من مسئوليتين إلهية و شعبية.
[1] نهج البلاغة الخطبة الشقشقية، قسم الخطب رقم 3 و شرح نهج البلاغة لفيض الإسلام: 51 و 52.