الأمر» في الآية الكريمة خاص بالأئمة المعصومين و لا يشمل الأفراد الذين يمسكون بأزمة البلاد عن طريق الانتخاب الشعبي فقط أو عن طريق القهر.
و الآن يبقى سؤال واحد و هو: هل العنوان المذكور- في زمان الغيبة حيث الحاجة إلى القائد الإسلامي أمر ضروري و قطعي- يشمل نائب الإمام (الفقيه الجامع للشرائط) و خاصة إذا انتخبه الناس و أمسك بأزمة السلطة الشعبية (الحاكم المبسوط اليد)، أو لا؟
في الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نقول: أن عنوان «ولي الأمر» بمعنى صاحب السلطة و الحاكم يشمل- من حيث اللغة العربية- كل فرد يترأس عمليا الجهاز الحكومي و السلطات الحكومية في البلاد، و لكن حديثنا هنا ليس هو من وجهة نظر اللغة، بل بحثنا هو: هل هذا العنوان الكلي في الآية، و حسب اصطلاح الشرع الإسلامي يشمل كل فرد من هذا النوع أم لا؟
يمكن أن يتبادر إلى الذهن حول شمول هذه الآية بالنسبة إلى الفقيه هذا التصور و هو أن مفهوم «أولي الأمر» [1] حيث إنه في اللغة عبارة عن أصحاب
[1] أولو بمعنى: صاحب، و لا مفرد له، و مفرده: «ذو»، و أما الولي فجمعه «أولياء».
و قد جاء في تفسير لفظة «أولو» في أقرب الموارد و المنجد في اللغة: أولو جمع بمعنى ذوو، لا واحد له، و قيل اسم جمع واحده «ذو» بمعنى صاحب، كالغنم واحده شاة، و إعرابه بالواو رفعا و بالياء نصبا و جرا (أولات) بمعنى صواحب واحدتها (ذات)، فتقول جاء في أولو العلم و أولات الفضل.
و أما لفظ الأمر فله معان متعددة منها: الطلب مثل أمر بشرب الماء أي طلب منه شرب الماء، و جمعه يأتي على (أوامر) و يستعمل بمعنى (شيء) و (شأن) و (فعل) و (الفعل العجيب) و جمعه في هذه الحالة (أمور) و يبدو للنظر أن المراد من (الأمر) في الآية الكريمة هو (الشأن) طبعا بمعنى الشؤون الاجتماعية و مصداق وليها الحاكم و من تولى شئون الناس.
و قال في القرآن الكريم: أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و ظاهر لفظ «منكم» هو كونه مسلما.