وصي رسول اللّه 6، و هو الأمر الذي أدى شيئا فشيئا إلى أن تفقد الحكومة الإسلامية صبغتها و حقيقتها الأصيلة في حكومة الأمويين، و العباسيين ثم العثمانيين، و تتخذ صورة الحكومة الاستبدادية، و تنتهي في المآل إلى حكومة عنصرية، قومية، قبلية، و تصبح مرتعا لأرباب الشهوات و طلاب اللذة، الذين مدّوا في كل مكان موائد الشهوة و اللذة، و توسّعوا في الفساد و البذخ، و ارتكبوا كثيرا من الآثام إلى غير ذلك من المفاسد.
و مع أن رقعة الدولة الإسلامية اتسعت، و دخلت بلاد كثيرة تحت النفوذ الإسلامي، و ظهرت الحكومة الإسلامية في صورة الحكومة القومية، إلّا أن التعاليم الإسلامية الأصيلة و الجوانب المعنوية تضاءلت فيها و دب إليها الضعف بنفس الدرجة، و فرغت تلك الحكومات عن الروح الإسلامية، فآلت إلى الهزيمة، و الوقوع تحت سلطان الآخرين.
دور أئمة الشيعة في الحكومات السابقة:
إلى جانب تلك الحكومات كانت هناك إمامة أئمة الشيعة الاثني عشر الذين عيّنهم النبي 6 لقيادة الأمة، و لكن السلطات الطاغوتية حالت دون قيام دولتهم ما عدا الإمام علىّ 7 الذي استطاع أن يقيم الحكومة الإسلامية، في مدة قصيرة مليئة بالمشاكل مشحونة بالحروب الداخلية المثارة في وجهه.
فإن موقف الأئمة كان دائما موقف اعتراض و رفض للحكومات المعاصرة، فهم لم يستسلموا للظلم و الطاغوت قط، و لهذا كانوا يمضون أكثر حياتهم في السجون و المطامير، أو يعيشون تحت الرقابة الشديدة التي إقامتها عليهم الحكومات المعاصرة، أو ثاروا على السلطات الطاغوتية حتى استشهدوا.