فقد روى الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا 7 حديثا مفصّلا بيّن فيه الإمام 7 علل احتياج الناس إلى (أولي الأمر) و سنذكر نصّ هذا الحديث في بحث (ولاية الأمر).
و قد ذكر الإمام من جملة أسباب الاحتياج إلى (ولي الأمر) احتياج الناس إلى من يرجعون إليه في المصالح و الشؤون العامة [1].
ب- احاديث اجراء الحدود:
الأحاديث [2] التي وردت حول إجراء الحدود و التعزيرات و نصب القضاة التي تدل أيضا على أن ولاية الإذن و النظارة في الأمور العامة كالموارد المذكورة للإمام و زعيم المسلمين، لأنّ مثل هذه الأمور (أي إجراء الحدود) من الأمور الاجتماعية التي ليس لأحد حق التدخل فيها بمفرده و مباشرتها لوحده حفاظا على النظام، أي أنها- حسب اصطلاح الفقهاء- من الأمور الحسبية التي يجب أن يقوم بها ولي الأمر فقط.
و أما الآخرون فإنهم و إن لم يكونوا ممنوعين من القيام بها منعا باتا، بل يمكنهم القيام بها- مثل الإمام نفسه إلّا أنهم- حفاظا على النظام و الأمن الاجتماعي و منعا للفوضى- يجب أن يفعلوا ذلك تحت نظارة (ولي الأمر) و باذنه و الذي يجوز له مع ملاحظة شرائط خاصة أن يأذن لأشخاص معينين في ذلك، و ليس لأي شخص كان.
[1] علل الشرائع 1: 183، الحديث 9، و بحار الأنوار 23: 32، الحديث 52، و عيون أخبار الرضا 7: 249.
[2] في دراسة الأحاديث المذكورة راجعوا بحث ولاية إجراء الحدود و ولاية القضاء الولاية 3 و 4.