في مجال العلاقة بين الحكومة الإسلامية و «الولاية» لا بدّ لنا من أن نقول:
إن استعمال لفظة «الولاية» في مجال إدارة أمور البلاد الإسلامية الاجتماعية، سواء في ذلك كل شئون البلاد أو بعضها، انما هو لأن هذه اللفظة يعبّر بها في لسان الإسلام (القران، السنة، التاريخ) عن جميع أنواع السلطة فيقال مثلا: وليّ الأمر، وليّ الأمور، وليّ الطفل، وليّ الميت، وليّ المسلمين، والي البلد، و أمثال ذلك، أو الولي الفقيه، ولاية الإفتاء، ولاية القضاء، ولاية الحسبة، و غيرها من الولايات، و هذه خصيصة لغة الإسلام التي هي اللغة العربية، و إلّا فإنه لا بدّ من وجود سلطات عامة أو خاصة كليّة أو جزئية لإدارة و تسيير أمور المجتمع في جميع التشكيلات الاجتماعية، و لبقاء الدول و استقرار النظام و الأمن في كل مجتمع، و أغلب الظن أن عدم الأنس بهذه اللفظة في المجتمع الحاضر الذي يفصله عن المجتمع في صدر الإسلام زمان ليس بالقصير هو الذي أوجد هذا الاستغراب و بعث على