في القسم الأول من الدراسة تحدّثنا عن أقسام الحكومات البشرية، و علمنا أن حكومة البشر على البشر مهما كان شكلها، من الفرد نشأت أو من الأكثرية، تنطوي على معايب و نواقص عانى منها إنسان الأمس و اليوم و سيبقى يعاني من عوارضها ما دام يختارها.
و من هنا لا تخلو الحكومات البشرية أبدا من الظلم و التعسف، و الجور و الحيف، و الإفراط و التفريط، و سفك الدماء و الاستعمار الظالم، و الاعتداء على حقوق الشعوب المستضعفة.
و قد دلّت التجربة على أنه لا سبيل إلى إطفاء لهيب هذه الشهوات و الأنانيات، و الحدّ من التجاوزات إلّا أن يتسلح البشر بطاقة الايمان، و يزوّد بهديه، ثم يدخل ميدان الحياة الاجتماعية، فيكون رأسا حاكما أو محكوما و ذنبا، إذ في هذه