كلّ القبائح و فعل جميع الواجبات، و متى لم ينصّب له إماما لم يختر ذلك، و يكون معصوما؟ [1]
الثاني: لم لا يجوز أن يحتاج المعصوم مع عصمته الثابتة إلى إمام، فيكون مع وجوده أقرب إلى فعل الواجب [2] و ترك القبيح [3] .
أجاب السيّد المرتضى قدّس اللّه سرّه:
عن الأوّل: بأنّ هذا التقدير الذي قدّرته لو وقع لم يقدح في قولنا: إنّ المعصوم لا يحتاج مع عصمته إلى الإمام؛ لأنّ من كانت بالإمام عصمته لم يحتج إلى الإمام مع عصمته، و إنّما احتاج إليه ليكون معصوما، فلم يستقر له العصمة بغير الإمامة مع حاجته إلى الإمامة.
و إنّما يكون مفسدا لما اعتمدناه[معارضتك] [4] لنا على معصوم لم يكن عصمته ثابتة بالإمام، و هو مع ذلك يحتاج إلى إمام. على أنّ ما بنينا عليه الدليل ليسقط هذه المعارضة؛ لأنّا علّلنا وجوب حاجة الناس إلى المعصوم بعدم العصمة، و قضينا بأنّ من كان معصوما لا يجب حاجته إلى إمام، و إنّما يقتضي إذا صحّ تجويز ذلك، فالتجويز لا يقدح فيما اعتمدناه؛ لأنّ الحاجة إلى الإمام لا يجب للمعصوم [5] .
و عن الثاني: أنّ ما فعله فيما قد علم أنّه لا يخل معه بالواجب يغني و[يكفي] [6] ، و إذا ثبتت هذه الجملة بطل ما سأل عنه؛ لأنّ المعصوم الذي قد علم اللّه تعالى أنّه لا