هذه هي الوجوه الخمسة لاكتشاف اتّصال السيرة بزمن المعصومين :، و الوجه الخامس متين جدّا مع الشرطين، و بقية الوجوه لا تخلو من إشكالات أشير إلى بعضها.
الأمر الثاني [إثبات إمضاء المعصوم 7 لهذه السيرة المعاصرة له و لو بسكوت كاشف عن إمضائه]
و أمّا الأمر الثاني و هو إثبات إمضاء المعصوم 7 لهذه السيرة المعاصرة له و لو بسكوت كاشف عن إمضائه: فله طريقان: عقلي، و عقلائي.
هنا طريقان
الطريق الأوّل [الطريق العقلي]
أمّا الطريق الأوّل و هو الطريق العقلي: فهو قاعدة نقض الغرض المنفي عقلا عند الحكيم.
فإذا رأى الإمام المعصوم 7: انعقاد سيرة المتشرّعة في زمانه على العمل بخبر الثقة، أو استنجاس الكافر، أو عدم دفع الخمس من ميراث من يحتسب، أو الملكية في حيازة المباحات- مع شرائطها- و نحو ذلك، و سكت عن ذلك، كان نقضا للغرض الذي جعل له المعصوم 7 و هو: حفظ أحكام اللّه تعالى من الاندراس و تبليغها للناس.
الطريق الثاني [الطريق العقلائي]
و أمّا الطريق الثاني و هو الطريق العقلائي: فهو ظهور سكوت المعصوم 7 عن سيرة عصره في رضاه بها، كسكوت المولى و الأب عن تصرّف العبد و الابن أمامه الذي هو دليل الرضا عرفا.