responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل المؤلف : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    الجزء : 1  صفحة : 434

[تتمة في مؤاخذة النبي (صلي اللّه عليه و سلم) الأنصار حين بلغه موجدتهم لتقسيمه غنائم حنين في قريش‌]

و لما لم يصب الانصار من هذه المقاسم قليل شي‌ء و لا كثيره وجدوا وجدا عظيما و وقع في أنفسهم ما لم يقع قبل ذلك و قالوا يغفر اللّه لرسول اللّه يعطى قريشا و يدعنا و سيوفنا تقطر من دمائهم و قالوا اذا كانت شديدة فنحن ندعى و تعطى الغنيمة غيرنا فلما بلغ النبي 6 خبر موجدتهم جمعهم فخطبهم فقال يا معشر الانصار أ لم أجدكم ضلالا فهداكم اللّه بى و كنتم متفرقين فألفكم اللّه بي و عالة فأغناكم اللّه بي كلما قال شيئا قالوا اللّه و رسوله أمنّ قال ما يمنعكم ان تجيبوا رسول اللّه كلما قال شيئا قالوا اللّه و رسوله أمن قال لو شئتم لقلتم جئتنا كذا و كذا أ ما ترضون ان يذهب الناس بالشاء و البعير و تذهبون بالنبي 6 الى رحالكم لو لا الهجرة لكنت أمر أمن الانصار ان فعله ذلك بأمر من اللّه عز و جل و تتمة الحديث خبت و خسرت ان لم اعدل و هو بضم التاء فيهما و معناه ظاهر و بفتحها على الاشهر و معناه ان جرت لزم ان تجور أنت لأنك مأمور باتباعي فتخيب و تخسر باتباعك الجائر قال القرطبي هذا معنى ما قاله الائمة قال و يظهر لى وجه آخر و هو انه كان قال له لو كنت جائرا لكنت أنت أحق الناس بان يجار عليك و يلحقك بادرة الجور الذي صد عنك فتعاقب عقوبة معجلة في نفسك و مالك يخسر كل ذلك بسبها لكن العدل هو الذي منع من ذلك و تلخيصه لو لا امتثال أمر اللّه تعالى في الرفق لك لادركك الهلاك و الخسار قال في الديباج فاقول الذي عندي ان هذه الجملة اعتراضية للدعاء عليه و الاخبار عنه بالحيبة و الخسران و ليس قوله ان لم اعدل معلقا بها بل بالاول و هو قوله و من يعدل و ما بينهما اعتراض انتهي قلت إيضاح هذا انه 6 كأنه قال و من يعدل ان لم اعدل خيبك اللّه و زادك خسرانا و ما قاله محتمل لكن تأويل غيره أليق بمقام النبوة و انزه عن مكافأة ذى الشر بمثله و أعظم مدحا له (صلي اللّه عليه و سلم) بالحلم و الصبر و احتمال الأذى و مقابلته بالعطاء (لم يصب الانصار) بالنصب‌ (قليل شي‌ء) بالرفع‌ (و جدوا) بفتح الجيم‌ (وجدا) بفتح الواو و قد مر ان مصدر الوجد الذي هو بمعنى الغضب موجدة بفتح الميم و سكون الواو و كسر الجيم‌ (و سيوفنا تقطر من دمائهم) قال السيوطى و غيره فيه قلب أى و دماؤهم تقطر من سيوفنا أو من بمعنى الباء (اذا كانت شديدة) أي حرب شديدة (و تعطى) بالفوقية مبنى للمفعول‌ (الغنيمة) بالرفع‌ (غيرنا) بالنصب و روي و يعطي بالتحتية مبني للمفعول الغنيمة بالنصب غيرنا بالرفع و بالتحتية مبنى للفاعل الغنيمة غيرنا بنصبهما (فلما بلغ النبي 6) بالنصب‌ (خبر) بالرفع‌ (موجدتهم) أي غضبهم و مر ضبطها آنفا (جمعهم) زاد مسلم في رواية فقال أ فيكم أحد من غيركم قالوا لا الا ابن اخت لنا فقال رسول اللّه 6 ابن أخت القوم منهم قال النووي استدل به من يورث ذوى الارحام و أجاب المانعون بانه ليس في هذا اللفظ ما يقتضي توريثه و انما معناه ان بينه و بينهم ارتباطا و قرابة و لم يتعرض للارث و سياق الحديث يقتضى ان المراد انه كالواحد منهم في إفشاء سرهم بحضرته و نحو ذلك‌ (أ لم أجدكم ضلالا) بالتشديد جمع ضال‌ (و عالة) بالمهملة و تخفيف اللام أي فقراء (اللّه و رسوله أمن) بتشديد النون افعل تفضيل من المن‌ (الى رحالكم) بالمهملة أي بيوتكم‌ (لو لا الهجرة لكنت أمرا من الانصار) أراد بذلك ان يطيب قلوبهم حيث رضى بان يكون واحدا منهم أي لو لا أمر الهجرة التي لا يمكن تبديلها و المعنى‌

اسم الکتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل المؤلف : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    الجزء : 1  صفحة : 434
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست