responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 77

ذلك قوله مثل اولي العزم فان من اولي العزم من كان رسولا أيضا فلا دلالة في الآية الكريمة ان إبراهيم 7 كان نبيا و اماما و ليس برسول.

و فيه أيضا ص 133 مسندا عن زيد الشحام قال سمعت ابي عبد الله 7 يقول ان الله تبارك و تعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل ان يتخذه نبيا و ان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا و ان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و ان الله اتخذه خليلا قبل ان يتخذه اماما فلما جمع له الأشياء قٰالَ إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً قال فمن عظمها في عين إبراهيم قٰالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قٰالَ لٰا يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ قال لا يكون السفيه امام التقي.

و يظفر الباحث الخبير على أزيد مما ذكرناه من الروايات و هي كما ترى موافقة لما تفيده الآية الكريمة بالتفصيل الذي ذكرناه.

[بحث حول أن الإمامة لا تكون في الظالمين و بيان معنى العهد و الظلم]

قوله تعالى وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي الآية اي و اجعل بعض ذريتي اماما بناء على ان من تفيد التبعيض و يمكن أن يقال ان من بمعنى في أي و اجعل في ذريتي اماما و عند التحليل يكون المعنى و اجعل الإمامة في ذريتي و على كلا الوجهين تفيد الآية الكريمة أن الإمامة لا تحصل لأحد إلا يجعله تعالى كما أسلفنا الكلام في ذلك في قوله تعالى إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً و هذا الدعاء منه 7 موافق لما هو المعلوم و المشهود من سنته تعالى أن يجعل في كل قوم شهيدا عليهم من أنفسهم و ان يبعث في كل قوم نذيرا و هاديا و لم يعرف من سنته تعالى ان يجعل القوم كلهم أنبياء و أئمة يستغني بعضهم عن بعض في ما يحتاجون اليه من أمر دينهم و دنياهم.

في البرهان ج 1 ص 150 سعد بن عبد الله مسندا عن عبد الحميد بن القصي قال قال أبو عبد الله 7 أ ينكرون الامام المفروض الطاعة و يجحدونه و الله ما في الأرض منزلة أعظم عند الله من منزلة مفروض الطاعة لقد كان إبراهيم دهرا ينزل عليه الوحي حتى بدا لله أن يكرمه و يعظمه قال الله عز و جل إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً فعرف 7 ما فيها من الفضل فقال و من ذريتي اي و أجعل ذلك في ذريتي قال الله عز و جل لٰا يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ قال أبو عبد الله 7 هو في ذريتي لا يكون في غيرهم.

أقول قوله 7 قال وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي أي و اجعل ذلك في ذريتي إلخ يظهر منه انه فسر من بمعنى في لا ان ذلك كانت قراءته و قد ذكرنا انه بحسب التحليل ان معنى قوله تعالى مِنْ ذُرِّيَّتِي اي و أجعله في ذريتي و سيأتي بقية البيان في هذا البحث في معنى الإمامة عن قريب إن شاء الله. فدعى 7 ان يجعل الإمامة‌

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست