responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 62

و الشرك انتهى و في أقرب الموارد عبارة القاموس بعينه و لا يخفى ان ما سوى القذر من المعاني لا يناسب المقام الا بضرب من التأويل فإنه 6 كان معتصما بالله و معصوما بعصمته و قد كان مقدسا و منزها عن الشرك و عبادة الأوثان فالمناسب في المقام هو المعنى الأول للتذكر بحسن الاجتناب أو لأجل التشريع في بعض الموارد و بديهي ان الخطاب و ان كان شخصيا الا ان الحكم عام لبداهة حسنه. و عن ابن عباس و قتادة و مجاهد ان المراد منه عبادة الأصنام و قيل هما صنما «إساف و نائلة» و قيل اخرج حب دنيا دنية عن قلبك و قيل عن المعاصي و الحق في المقام ما ذكرناه.

الآية الثانية عشرة [في بيان معنى الكلمات في الآية و عد بعض الابتلاءات التي تعرض لها إبراهيم ع و ذكر بعض الوجوه المحتملة]

قال تعالى وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قٰالَ إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً قٰالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قٰالَ لٰا يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ البقرة 124.

بيان- قال في القاموس ج 4 ص 306 ابتليته اختبرته و الرجل فأبلاني استخبرته فأخبرني و امتحنته اختبرته كبلوته بلواء و بلاء و الاسم البلوى أقول ليس غرضه تعالى من الامتحان الاستطلاع على سرائر عباده و استكشاف ما في بواطنهم لاستحالة ذلك في حقه تعالى فإنه لا يخفى عليه نجيات الصدور و سرائر القلوب بن المراد منه هي العناية الخاصة و الاهتمام الأكيد منه جل ثناؤه من سنته الحكيمة الحميدة في تربية أوليائه و تكميل أحبائه.

فعن الصادق 7 [1] قال الى ان قال و الابتلاء على ضربين أحدهما مستحيل على الله تعالى ذكره و الآخر جائز اما ما يستحيل فهو ان يختبره فيعلم ما تكشف الأيام عنه و هذا ما لا يصلح لأنه عز و جل علام الغيوب و الضرب الآخر من الابتلاء ان يبتليه حتى يصبر في ما يبتليه فيكون على سبيل الاستحقاق.

قوله تعالى بِكَلِمٰاتٍ بيان هذه الكلمات من كبار التكاليف و عظائم الأمور و أشرف المواهب و أعظم العطايا ضرورة ان ظرف هذا الابتلاء و موقفه و مورده بعد تشرف إبراهيم (ع) بمقام النبوة و الرسالة و بعد تحليه بلباس الاصطفاء و الخلة.

و قد تأدب بأدب العبودية و حصلت له الطمأنينة و السكينة الإلهية و قد تمكن من حمل أثقال النبوة و الرسالة و قد حان الحين أن يعرج الى سماء الإمامة الرفيعة و يتكئ على كرسي الكرامة و ليس المراد من الكلمات هي الخصال العشرة التي سنها إبراهيم قبل رسالته و نبوته كي يكون بإتيانها مستحقا و نائلا بمقام الرسالة و النبوة أو أمتحن به في مرتبة الرسالة و النبوة فصار بامتثالها نائلا بمقام الإمامة على ما سيجي‌ء الكلام في ذلك في معنى الامام المذكور في الآية الكريمة.

و واضح أن المراد بالكلمات ليست ما هو المصطلح عند الناس من جنس‌


[1] في البرهان ج 1 ص 147 عن الصدوق.

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست