responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 40

ورد في الكتاب و السنة في هذا الباب فهو إرشاد و تذكر الى ما أدركه العقل تدور تلك الخطابات مدار ما أرشد إليه العقل فيسقط الأخذ بالعموم التعبدي فالخباثة قبيح و رجس بجميع أقسامها حسية كانت أو معنوية بحسب مراتبها شدة و ضعفا. و كذلك النظافة و الوضائة حسن جميل بحسب مراتبها شدة و ضعفا حسية كانت أو معنوية.

الآية السادسة [في بيان معنى الطهور و أحكامه]

قال تعالى وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَ نُسْقِيَهُ مِمّٰا خَلَقْنٰا أَنْعٰاماً وَ أَنٰاسِيَّ كَثِيراً (فرقان 49) المستفاد من موارد الاستعمال ان طهورا قد استعمل في ثلاثة معان:

الأول- للمبالغة من الطاهر مثل أكول و ضروب و معنى المبالغة فيه مع ان مادة طهر لازم غير متعد إلى شدة الطهارة و الوضائة فيه مثل قوله تعالى وَ سَقٰاهُمْ رَبُّهُمْ شَرٰاباً طَهُوراً.

الثاني- بمعنى المصدر و منه قوله (ع) لا صلاة إلا بطهور.

الثالث- انه اسم لما يتطهر به كالسحور لما يسحر به و الوقود لما يوقد به مثل قوله تعالى فَاتَّقُوا النّٰارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ (البقرة 24) و ذهب الى كل من هذه المعاني فريق فالحنفية إلى انها بمعنى المبالغة لا غير.

و الحق ان المعاني المذكورة كلها صحيحة و قد وردت في الاستعمال و صرح به اساتيذ اللغة فلا وجه لإثبات واحد و نفي ما سواه قال في القاموس الطهور المصدر و اسم لما يتطهر به و الطاهر المطهر. و في أقرب الموارد الطهور المصدر و اسم لما يتطهر به كالوضوء و الوقود لما يتوضأ به و يوقد به (ما عندي طهورا تطهر به اي وضوء أتوضأ به يقال التوبة طهور للمذنب) و قيل الطاهر المطهر و منه أَنْزَلْنٰا مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً طَهُوراً اي مطهرا اطلب لي ماء طهورا اي بليغا في الطهارة لا شبهة فيه و عن الصحاح الطهور ما يتطهر به كالسحور و عن الفاضل الفيومي في كتاب مصباح المنير حيث قال: و طهور قيل مبالغة و انه بمعنى طاهر و الأكثر انه لوصف زائد قال ابن فارس قال تغلب الطهور في نفسه و المطهر لغيره و قال الأزهري أيضا الطهور في اللغة الطاهر المطهر و فعول في كلام العرب لمعان منها فعول لما يفعل بل مثل الطهور لما يتطهر به انتهى ما أردناه.

أقول و قد كثر التشاجر و الاختلاف بين المتأخرين في ان الطهور بمعنى الطهر و عندي ان هذا النزاع قليل الجدوى و قد أعرضنا عن إيراده في المقام فان الطهور بمعنى ما يتطهر به يرجع عند التحليل ان الماء طاهر و مطهر فلا ينبغي- بعد ثبوت ان المراد منه ما يتطهر به- النزاع في ان طهورا ليس بمعنى الطاهر المطهر و يصير النزاع لفظيا و الحق في المقام أن الظاهر‌

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست