responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 37

الله (ع) قال كان إسماعيل ابن ابي عبد الله عنده فقال يا بني اقرء المصحف فقال اني لست على وضوء فقال لا تمس الكتابة و مس الورق و أقرئه.

أقول و هو مذهب الشافعي و مالك و ابي حنيفة مع زيادة تحريم المس للحاشية أيضا عند الشافعي.

الآية الخامسة [الاستدلال على الاستنجاء بالأحجار و الماء]

قال تعالى فِيهِ رِجٰالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (التوبة 108).

قوله تعالى فِيهِ الضمير راجع الى مسجد قباء فان صدر الآية هكذا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجٰالٌ إلخ.

قوله تعالى رِجٰالٌ هؤلاء قوم من الأنصار كانوا يحبون التطهير بالماء و الظاهر انه كان من عادتهم و سنتهم ذلك- فنزلت الآية و أحسن الله الثناء عليهم و ربما يتوهم في بدو النظر ان الآية نزلت في تشريع الاستنجاء بالماء أو في مقام إمضاء ما صدر من أهل قباء في أول الأمر و ليس كذلك بل الظاهر ان رسول اللّه 6 أمر بالاستنجاء و ابتلى رجل من الأنصار فأكل طعاما و لان بطنه و لم يستغن عنه الأحجار فاستنجى بالماء فنزلت فيه قوله تعالى إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوّٰابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ البقرة (222) فالمتحصل في المقام ان الناس كانوا يستنجون بالكرسف و الأحجار فأمر رسول الله بالماء ثم نزلت الآية (في البقرة) و هي أول ما نزل بالمدينة ثم نزلت بعد سنين الآية في التوبة و قد اختلط تفسير احدى الآيتين بالأخرى و كذا مورد نزولهما و وجه ذلك ان مطهرية الماء و طهارته كانت عند عامة البشر من فطرياتهم المعلومة لا بد من إيقاظ فطرتهم و تربيتهم بالنظافة و الوضائة حتى ان اليوم لم يستكمل أمر النظافة في جميع الناس. في تفسير العياشي عن جميل قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول كان الناس يستنجون بالكرسف و الأحجار ثم أحدث الوضوء و أمر به رسول اللّه 6 و أنزله في كتابه إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوّٰابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ. قال الجزائري و نقل هذه الرواية في الكافي بسند صحيح أو حسن.

و عن دعائم الإسلام عن علي (ع) قال الاستنجاء بالماء في كتاب الله و هو قوله إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ التَّوّٰابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ و هو خلق كريم. و في تفسير هذه الآية روايات أخرى أيضا. و اما الآية في سورة التوبة في تفسير العياشي عن الحلبي عن ابي عبد الله (ع) قال سألته عن قول الله عز و جل- فِيهِ رِجٰالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَ اللّٰهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ- قال الذين يحبون ان يطهروا نصف الوضوء هو الاستنجاء قال قال نزلت هذه الآية في أهل قباء.

و في رواية ابن سنان عنه قلت له ما ذاك الطهر قال نصف الوضوء إذا خرج‌

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست