responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 167

تكون لهم شفعاء عند الله قال تعالى وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مٰا لٰا يَضُرُّهُمْ وَ لٰا يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هٰؤُلٰاءِ شُفَعٰاؤُنٰا عِنْدَ اللّٰهِ يونس 18 أقول الظاهر ان المراد بقوله من دون الله اي سواه تعالى أي ان العبادة وقعت خاصة للأصنام فقط دون الإله الحق المبين.

قال في القاموس دون بالضم نقيض فوق الى ان قال و بمعنى سوى انتهى أقول و هذه الطائفة الثانية من الأولى أيضا اي أن عبادتهم لأصنامهم على سبيل الاختصاص بها دون إله الحق المبين و لا يجعلونه تعالى شريكا في العبادة مع أصنامهم كما هو ظاهر هذه الآيات و أن أبيت الا ان تقول ان هذه الآيات تدل أنهم يجعلونه تعالى شريكا في عبادتهم للأوثان فعليه تكون هذه الآيات في القسم الثالث على ما سنشير إليه إن شاء الله.

الثالثة:- صريح عدة من الآيات ان من الكفار من يتخذ آلهة يعبدونها و يجعلونها شريكا مع الله رب العالمين و يجعلونه تعالى في عرض الأصنام قال تعالى قُلْ يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ تَعٰالَوْا إِلىٰ كَلِمَةٍ سَوٰاءٍ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمْ أَلّٰا نَعْبُدَ إِلَّا اللّٰهَ آل عمران، و لا يخفى عند اولي الألباب و الإنصاف ان الشفاعة و الاستشفاع الذي ثبت تشريعه بحكم الكتاب و السنة يجب التدين و التعبد به و يحرم الاستنكاف و الاستكبار عليه تعالى في مخالفة أمره و تشريعه كيف يكون شركاء بالمعاني الثلاثة التي ذكرنا و أي مناسبة بين هذا التشريع المقدس و بين هذه الطوائف الثلاثة من الآيات و ضروري انه لا دلالة لهذه الطوائف الثلاثة من الآيات و لا اشارة و لا اشعار على ذلك فمن نسب الشيعة و عامة المسلمين الذين يستشفعون لرسول الله الى الغلو و الشرك فقد خالف محكم الكتاب حيث أمر تعالى المذنبين أن يأتوا رسول الله كي يستشفع لهم فما اختلف هؤلاء إلا بعد ما جاءهم العلم جهلا أو حسدا فعدو الله إبليس امام المتكبرين و سلف المستكبرين ابى عن السجود لآدم استكبارا أو حسدا و هؤلاء الجهلاء يأبون عن الاستشفاع بالرسول و ينسبون الشيعة و عامة المسلمين الى الغلو و الشرك بالمغالطات التي سموها فقاهة و تفقها و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.

ختام فيه تذكار:

لا يخفى أن صريح الآيات و الروايات دالة على إثبات الشفاعة إن الشفاعة أمر اختياري للمقربين و خاصة في ما يقع منها في الدنيا فالأنبياء و الصديقين انما يشفعون بأمر الله و اذنه.

و ليس كما زعم بعض المفسرين ان الشفاعة أمر تكويني و عبارة عن تأثير نفوس الأنبياء سيما نبينا 6 في متعلق الشفاعة و هذا التأويل فعل الله و الأنبياء وسائط فعله تعالى بناء على العلية و المعلولية و أنت تعلم انما يتم هذا على القول بالإيجاب في أفعاله تعالى و على الجبر في أفعال العباد. و انما تأول تلك الآيات و الروايات تحفظا على أصول العلية و المعلولية. و الآيات الكريمة و الروايات المباركة تنادي بأعلى صوتها على بطلان ذلك التأويل و تتأبى عنها.

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست