responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 112

باب بيان تمام المراد.

الآية الحادية و العشرون قال تعالى [أطيعوا الله و أطيعوا الرسول. الآية]

أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمٰا عَلىٰ رَسُولِنَا الْبَلٰاغُ الْمُبِينُ (التغابن 12).

أقول الكلام في تفسير هذه الآية بعينه الكلام في سابقتها و هي الآية في سورة النور- 54.

الآية الثانية و العشرون [يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول. الآية]

قال يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ لٰا تُبْطِلُوا أَعْمٰالَكُمْ (سورة محمد آية 23) بيان قد ذكروا في تفسير قوله تعالى وَ لٰا تُبْطِلُوا أَعْمٰالَكُمْ أقوالا لا فائدة في إيرادها و الظاهر ان المتناسب بعد قوله تعالى أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ ان المراد بابطالهم أعمالهم هو فقدان العمل الاجزاء و الشرائط التي أمر الله تعالى أو أمر بها رسول اللّه 6 في ما سن من السنن أو أمر رسول اللّه بمقام ولايته على أمور المسلمين و شئون اجتماعهم فخالفوا أمر الله تعالى و أمر الرسول 6 فعلى هذا يكون المراد هو البطلان الحقيقي لعدم وجدان الأعمال و الاجزاء و الشرائط الدخيلة في صحتها.

قال الشيخ (قده) في تبيانه ج 9 ص 308 في تفسير المقام بأن يوقعوها على خلاف الوجه المأمور فيبطل ثوابهم عليها فيستحقون العقاب انتهى.

أقول هذا هو الظاهر في الآية الكريمة فعليه يكون عطف قوله وَ لٰا تُبْطِلُوا عطفا توضيحيا.

و هل يمكن ان يكون المراد من إبطال الأعمال هو إحباط ثوابها فان حبط ثواب العمل نوع من الابطال لا يخلو عن الاشكال لعدم صراحة الإبطال في معنى الإحباط.

في نور الثقلين ج 5 ص 45 عن ثواب الأعمال عن أبي جعفر 7 قال رسول اللّه 6 من قال سبحان الله غرس الله بها شجرة في الجنة و من قال الحمد لله غرس الله بها شجرة في الجنة و من قال لا إله إلا الله غرس الله بها شجرة في الجنة فقال رجل من قريش يا رسول اللّه أن شجرتنا في الجنة لكثيرة قال نعم و لكن إياكم أن ترسلوا عليها نيرانا فتحرقوا بها و ذلك ان الله عز و جل يقول يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ لٰا تُبْطِلُوا أَعْمٰالَكُمْ.

أقول و يؤيد هذا الوجه أن بناء على ما ذكره الشيخ (قده) يكون المراد عن الابطال هو الآيتان فاسدا و بناء على كونه بمعنى الإحباط أي إبطال ثواب العمل فلا يخفى ان في كل واحد من الوجهين نوع من الخفاء فلا ترجيح في البين بحيث يوجب ظهور الآية في واحد من الطرفين و الإنصاف أن مع ذلك كله الظاهر هو ما ذكره الشيخ‌

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست