باسم من أخذ الحديث من كتابه أو أصله هو أن مصدره في إيراد هذه الرواية هو كتاب علي بن جعفر، وله إليه طريقان صحيحان في الفهرست، فتأمل [1] .

الرواية الثانية: ما رواه الكليني [2] والصدوق [3] بإسنادهما المعتبر عن ابن أبي عمير عن أبي جرير القمي عن أبي عبد الله 7 قال: ((الحج فرض على أهل الجدة في كل عام)) .

وأبو جرير القمي هو زكريا بن إدريس بن عبد الله القمي، وإن كان الشيخ (قدس سره) ذكر في كتاب الرجال رجلاً آخر اسمه زكريا بن عبد الصمد القمي في أصحاب الإمام الرضا 7 قائلاً [4] : (ثقة يكنى أبا جرير من أصحاب أبي الحسن موسى 7 )، ومقتضى ذلك وجود راويين يشتركان في الكنية واللقب، ولكن حيث إن الرواية المبحوث عنها مروية عن أبي عبد الله 7 كان ذلك قرينة على أن المراد بأبي جرير القمي في سندها هو الأول، الذي حكى النجاشي [5] أن ابن عقدة عدّه من أصحاب الإمام الصادق 7 ، وأما الثاني فقد

[1] الملاحظ أن الشيخ (قدس سره) قد ابتدأ باسم علي بن جعفر في موارد كثيرة من التهذيبين حتى في أوائلهما التي كان من المفترض أن يذكر فيها تمام سنده إلى الإمام 7 (لاحظ التهذيب ج:1 ص:120، 127، 223، 411، 418).

ومقتضى ما ذكره في مقدمة المشيخة من أنه يبتدأ باسم من أخذ الحديث من كتابه أو أصله هو كون كتاب علي بن جعفر من مصادره في التهذيبين ــ وإن كان ينقل رواياته عن مصادر أخرى أيضاً ككتاب محمد بن علي بن محبوب وكتاب محمد بن أحمد بن يحيى وكتاب الكافي وغيرها ــ.

ومما يؤيد ذلك أن طريقه إلى علي بن جعفر في المشيخة لا يشتمل على من يحتمل في حقه أنه قد أخذ أحاديث علي بن جعفر من كتابه، فتدبر.

ولكن مع ذلك في خصوص الرواية المبحوث عنها لا يبعد كون مصدره هو الكافي، حيث أورد قبلها روايتين عنه، هما: رواية حذيفة بن منصور وأبي جرير، فمن القريب جداً أنه أخذ رواية علي بن جعفر منه أيضاً، فلاحظ.

[2] الكافي ج:4 ص:266.

[3] علل الشرائع ج:2 ص:405.

[4] رجال الطوسي ص:357.

[5] رجال النجاشي ص:173.