اسم الکتاب : البرصان و العرجان و العميان و الحولان المؤلف : عمرو بن بحر الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 372
و خبّرني صديق لي قال: رأيت أعرابيّا مقطوع يد اليمنى و رجل اليسري[1]، و هو يمشي على عصا ذات زجّ، و أنشدني لنفسه:
اللّه يعلم أنّي من رجالهم # و إن تخدّد عن متنيّ أطماري[2]
و إن رزيت يدا كانت تجمّلني # و إن مشيت على زجّ و مسمار
و قال الآخر[3]و قدّموه لتقطع يده:
يدي يا أمير المؤمنين أعيذها # بك اليوم أن تلقى مكانا يشينها[4]
فلو قد أتي الأخبار قومي لقطّعت # إليك المهاري و هي خوص عيونها[5]
-من بين الأنام، هم مضر، لا يدانيهم أحد في شرفهم و كريم منصبهم. و بنو حنيفة من بني لجيم ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد ابن ربيعة نزار. و بنو نمير، من بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار.
[1]هو من إضافة الموصوف إلى الصفة، كما في حديث: «يا نساء المسلمات» ، و «يرحم اللّه نساء المهاجرات الأول» ، و حديث: «صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة» .
انظر الألف المختارة الحديث 333، 653، 556.
[2]البيتان أنشدهما الجاحظ في البيان 3: 67. تخدد: تشقق. و الأطمار: جمع طمر، بالكسر، و هو الثوب الخلق.
[3]في المستطرف 1: 193 أنه أعرابي اسمه «حمزة» كان قد سرق و قامت عليه البينة، فهمّ عبد الملك بقطع يده، فكتب إليه حمزة من السجن هذين البيتين، و أن أمه استشفعت له عند الخليفة فعفا عنه. و الخبر كذلك في عيون الأخبار 1: 99، و العقد 2: 167 بدون ذكر لاسم الأعرابي.
[4]في العيون و العقد و المستطرف: «أعيذها بعفوك أن تلقى» .
[5]قطعت: حملت على شدة العدو، يقال للفرس الجواد: تقطعت أعناق الخيل عليه فلم تلحقه. و المهارى، بفتح الراء و كسرها: جمع مهريّة، بالفتح منسوبة إلى مهرة بن حيدان، - ـ
اسم الکتاب : البرصان و العرجان و العميان و الحولان المؤلف : عمرو بن بحر الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 372