عبد رضعت بثدي ذات رضاعة # مثل الزّبابة، بظرها لم يكلم[1]
تبكي إليك إذا عرفت سوادها # كبكا الفقير إلى الغنيّ المنعم[2]
.
و من البرصان الأشراف المذكورين و الفرسان المشهورين
شيطان بن عوف بن مزيد
لم يكن يوم مبايض[3]فارس مثله، و كان أبرص، على فرس كثير الأوضاح، فلما رجعت بنو تميم عن تلك الوقعة لامهم و قال:
به خلف الناقة. و الأكوم: العظيم. و أنشد ابن الأعرابي:
و عجز خلف السنام الأكوم
و في الأصل: «في السداد الأكرم» تحريف.
[1]الرّضاعة: اللؤم. يقال رضع يرضع رضاعة، بضم العين في الماضى و المضارع.
قيل ذلك لكل لئيم إذا أرادوا توكيد لؤمه و المبالغة في ذمه، كأنه كالشيء يطبع عليه. و الزبابة:
واحدة الزباب، كسحاب، و هو ضرب من الجرذان عظام حمر يوصف بالصمم و بالسرقة، فيقال: «أسرق من زبابة» . و انظر الحيوان 4: 409/5: 254 و اللسان (زبب) . و الكلمة مهملة النقط في الأصل. و البظر: لحمة ناتئة في الفرج. لم يكلم: لم يجرح و لم يقطع، و يصفها بطول البظر و في الأصل: «لم تلكم» و الوجه ما أثبت.
[2]السواد، بالكسر و الضم: المسارة، كأنه من إدناء السواد من السواد. و السواد، بالفتح: الشخص.
[3]مبايض بضم الميم: ماء أو علم من وراء الدهناء. و كان فيه يوم لبكر على تميم، و فيه قتل طريف بن تميم العنبري، و أبو جدعاء الطهوي انظر العقد 5: 208-210، و كامل ابن الأثير 1: 602-604، و أمثال الميدانى 2: 363، و معجم البلدان في رسم (مبايض) .
اسم الکتاب : البرصان و العرجان و العميان و الحولان المؤلف : عمرو بن بحر الجاحظ الجزء : 1 صفحة : 100