اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي الجزء : 1 صفحة : 35
يتمنّى و يريد. و دعم بهذا المشروع الجديد في استبدال الولاء مشاريعه السياسية في تمزيق العالم الإسلامي و تحويله إلى أجزاء منفصلة عن بعض، و أثار الخلافات و المشاكل القومية و الوطنية فيما بينها، و فرض سلطانه و نفوذه عليها من خلال هذه التجزئة و هذه الإثارات.
يقول برنارد لويس في محاضراته التي ألقاها بجامعة «انديانا» في الولايات المتّحدة تحت عنوان الغرب و الشرق الأوسط:
إنّ تأثير التغريب في الشرق كان هو الانحلال السياسي الذي أدّى إلى تفتيت المنطقة و تجزئتها، فقد هدمت الخلافة العثمانيّة، و رغم ضعف الخلافة كان شطر كبير من المسلمين يضعون ولاءهم السياسي في خلفاء آل عثمان، و خلفهم الملوك و الرؤساء الذين لم يكتسبوا ولاء الرعية، هذا الولاء الذي كان يجعل السلطان لا يحتاج إلى ضغط و عنف و إرهاب ... فدخلت الدكتاتورية و الإرهاب.
و بعد أن كان كل مواطن عضوا في دولة إسلامية كبيرة لها ألف سنة من التراث و التاريخ وجد الناس أنفسهم منتمين إلى سلسلة من الأنظمة الحديثة و الوحدات السياسية المفتعلة (الوطنية و القومية) و التي تحاول إيجاد عمق لها في ضمير الامّة، و صاحب ذلك نسف النظام القديم و تدمير الدولة الإسلامية العريقة في نفوس الناس، و حلّت محلّها ولاءات جديدة للقوم و الوطن مستوردة من الغرب، غريبة عن مشاعر المسلمين.
هذه خلاصة عن التغريب و ما استتبع التغريب من تخريب ثقافي و حضاري واسع في بلاد المسلمين.
اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي الجزء : 1 صفحة : 35