responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي    الجزء : 1  صفحة : 149

إذا ما اشتدت الأزمة، و تعرّضت الرسالة لخطر جدّي، ينتقل إليها و يجعلها قاعدة لعمله و منطلقا للرسالة، فتوجّه النبي 6 إلى الطائف ليبشّر فيها برسالته، و ليجد فيها أنصارا و أعوانا، يهيّئون المنطقة لتكون القاعدة الجديدة التي كانت تشغل تفكير النبي القائد 6 في هذه الفترة.

و إذ لم يقدّر للنبيّ 6 أن يجد في هذه المنطقة غايته، وجّه جمعا من أصحابه إلى الحبشة، ليهيّئوا هذه المنطقة، لتكون المنطلق الجديد للدعوة.

و لم تكن الغاية من هذه الهجرة، أن يريح النبي 6 أصحابه من أذي قريش و تعذيبهم، كما يحسب بعض المؤرّخين لسيرة النبي 6. فقد بعث النبي 6 جمعا من كبار أصحابه، و ممّن كانت تحميهم عشائرهم، و مكانتهم في مكّة من ملاحقة قريش و أذاها، من أمثال جعفر بن أبي طالب و غيره، و أبقى في مكّة آخرين من الضعفاء، الذين لم تكن تحميهم عشيرة أو مكانة.

و قد أدركت قريش ما كان يريده النبي 6 من وراء هذه الهجرة، فبعثت إلى الحبشة نفرا منهم بهدايا يحملونها إلى ملك الحبشة، لإحباط المهمّة التي بعث النبي 6 أصحابه من أجلها.

و لم يترك رسول اللّه 6 الأمر مع ذلك، فقد كانت فكرة الانتقال بالدعوة إلى قاعدة جديدة تشغل تفكير النبي 6، فقد وجد 6 أنّ مكّة لا تصلح أن تكون القاعدة الحصينة التي تتطلّبها الدعوة، و لا بدّ لهذه الرسالة من قاعدة جديدة تتمتّع بالحصانة الكافية، و لا تجد قريش إليها سبيلا.

فمكّة قد شعرت بالخطر بوضوح، و هي على و شك أن تنقضّ على الدعوة بكل قواها و إمكاناتها.

اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست