responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 93

«و اولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض»! [1] كانت أيام السفّاح أربع سنين، و هذا الزمن لا يكفي لتطهير الأرض من أميّة، و لبناء اسّ الملك و ترسيخ دعائمه، فلم يشغله ذلك عن الصادق 7، فإنه لم يطمئن بعد من أميّة و الروح الموالية لهم، و لم يفرغ من تأسيس ذلك البناء حتّى أرسل على الصادق من المدينة إلى الحيرة، ليفتك به، و لكن كفى بالأجل حارسا.

و لما ذا كان الصادق إحدى شعب همّه، و هو ابن عمّهم الذي اشتغل بالعبادة و التعليم و الارشاد، و الذي أخبرهم بما سيحظون به من الملك دون بني الحسن، و قد كانوا بأضيق من جحر الضب من بني أميّة، و أقلق من الريشة في مهبّ الريح خوفا منهم.

ما كان يدفع السفّاح على ذلك العمل الشائن إلّا ما قلناه من ذلك الصراع حذرا من أن يتّجه الناس إلى الصادق 7، و يعرفوا منزلته، و الناس إلى ذلك العهد كانت ترى أن الخلافة مجمع السلطتين الروحيّة و الزمنيّة، و لا تراها سلطانا خالصا لا علاقة لها بالدين، فلا يصرف الناس عن الصادق أنه رجل الدين الخالص، بل أن هذا ادّعى عند بعض الناس للامامة، ليكونوا منه في أمان على دنياهم، كما هم في أمان على دينهم.

و بذلك الحذر وقف المنصور بمرصد للصادق 7، فشاهد 7 منه ضروب الآلام و المكاره، و ما كفّ و لا عفّ عنه حتّى أذاقه السمّ.

و لا عجب ممّا كان يلاقيه أبو عبد اللّه 7 من تلك المكاره، فإنّ‌


[1] الأنفال: 75.

اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست