اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر الجزء : 1 صفحة : 48
و زيد 7 ما ادّعى الامامة لنفسه بل ادّعتها الناس له، و ما دعاه للنهضة إلّا نصرة الحقّ و حرب الباطل، و زيد أجلّ شأنا من أن يطلب ما ليس له، و لو ظفر لعرف أين يضعها، و قد نسبت بعض الأحاديث ادّعاءه الإمامة لنفسه، و لكن الوجه فيها جليّ، لأن الصادق 7 كان يخشى سطوة بني أميّة، و لا يأمن من أن ينسبوا إليه خروج زيد، و إن قيامه بأمر منه، فيؤخذ هو و أهله و شيعته بهذا الجرم، فكان يدفع ذلك الخطر بتلك النسبة، و لو كان زيد كما تذكره هذه الأحاديث لم يبكه قبل تكوينه جدّاه المصطفى و المرتضى عليهما و آلهما السّلام، و لم تبلغ بهما ذكريات ما يجري عليه مبلغا عظيما من الحزن و الكآبة، كما هو الحال في آبائه عند ما يذكرون مقتله و ما يجري عليه بعد القتل.
و كفى في إكبار نهضته و براءته مما يوصم به بكاء الصادق 7 عليه و تقسيمه الثائرين معه بالمؤمنين، و المحاربين له بالكافرين.
و كيف يكون قد طلب الامامة لنفسه و الصادق 7 يقول: ; أما أنه كان مؤمنا و كان عارفا و كان عالما و كان صدوقا، أما أنه لو ظفر لوفى، أما أنه لو ملك لعرف كيف يضعها [1]. و يقول: و لا تقولوا خرج زيد فإن زيدا كان عالما، و كان صدوقا، و لم يدعكم إلى نفسه، إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمّد 6 [2] و لو ظفر [3] لوفى بما دعاكم إليه، و إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه [4].