اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر الجزء : 1 صفحة : 37
يداس جسمه و يرفع على القناة رأسه، و تسبى على المهازيل أهله، أ ترى أن قطع الرءوس، و رضّ الصدور و الظهور بسنابك الخيل، و سلب الجثث و تركها عارية، و إبقاءها بالعراء بلا دفن، و أخذ النساء أسارى ممّا يجازى به القتيل الناهض للملك و السلطان.
إنّ الذي يذر الملح على الجرح، و ينكأ القرحة، و يزيد في النكبة أن القوم لم يفعلوا بالحسين و أهله تلك الفعلة النكراء الفظيعة عن جهل بمقامه، و اعتقاد بخروجه عن الدين، بل إنهم ليعلمون أنه صاحب الدين، و ربّ الخلافة و الامامة، و سيّد شباب أهل الجنّة، و ريحانة الرسول، بل يعلمون بكل ما له من سابقة و فضل.
و هكذا لو فتّشت عن الأمر في غير الحسين 7 فإنك لتجد الحال في زيد و يحيى و أهل فخ، و ما سواهم من أمثال أهل البيت الذين كانوا طعمة للسيوف، و منتجعا للسمّ، و وقفا على الحبوس، كالحال في الحسين في المعرفة بهم و العمد على ظلمهم.
فلا بدع إذن لو وضح للعالم من تلك المواقف المشهودة، و المشاهد المعلومة، أن الحرب بين أهل البيت و بين أعدائهم من نوع حرب الفضيلة و الرذيلة، و أن الذين يريدون العروش لا يستطيعون نيلها إلّا بمحاربة أهل البيت و محوهم من صفحة الوجود، لأنهم يعتقدون أنهم لا يصلون إلى الغاية و لأهل البيت شبح قائم، و ظلّ يتفيّؤه الناس، فما كانت جناية أهل البيت إذن لدى الناس إلّا أنهم أهل الدين، و أرباب الفضائل، فلا ترتقي الناس أرائك الخلافة و أهل البيت أكفاؤها الذين خلقت لهم و خلقوا لها تعرفهم الأمّة قياما بين أبناء الاسلام.
***
اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر الجزء : 1 صفحة : 37