اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر الجزء : 1 صفحة : 146
فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا فإنهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» يعرّفنا مبلغ علمهم بالقرآن، و ان في كلّ زمن عالما منهم بالقرآن، و تشفع لهذا الحديث الأخبار الكثيرة الواردة عن أهل البيت في شأن علمهم بالقرآن، و الصادق نفسه يقول: و اللّه إني لأعلم كتاب اللّه من أوّله الى آخره كأنه في كفّي، فيه خبر السماء و خبر الأرض، و خبر ما كان و خبر ما هو كائن، قال اللّه عزّ و جل «فيه تبيان كلّ شيء» [1].
و يفرج أصابعه مرّة اخرى فيضعها على صدره و يقول: «و عندنا و اللّه علم الكتاب كلّه» [2] الى كثير أمثال ذلك.
و لا بدّ في كلّ زمن من عالم بالقرآن الكريم على ما نزل، كما يشهد لذلك حديث الثقلين، و لأن القرآن إمام صامت و فيه المحكم و المتشابه، و المجمل و المبيّن، و الناسخ و المنسوخ، و العامّ و الخاصّ، و المطلق و المقيّد، الى غير ذلك ممّا خفي على الناس علمه، و كلّ فرقة من الاسلام تدّعي أن القرآن مصدر اعتقادها و تزعم أنها وصلت الى معانيه و اهتدت الى مقاصده و تأتي على ذلك بالشواهد، فالقرآن مصدر الفرق بزعم أهل الفرق، فمن هو الحكم الفصل ليردّ قوله و تفسيره شبه هاتيك الفرق، و مزاعم هذه المذاهب؟ و قد دلّ حديث الثقلين على أن علماء القرآن هم العترة أهل البيت خاصّة و منهم يكون العالم به في كلّ عصر.
و في عصره 7 اذا لم يكن هو العالم بالقرآن فمن غيره؟ ليس في الناس من يدّعي أن في أهل البيت أعلم من الصادق في عهده في التفسير أو في
[1] يريد الاشارة الى قوله «وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ».