اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر الجزء : 1 صفحة : 139
فورّث كتبك بنيك، فإنّه يأتي زمان هرج ما يأنسون فيه إلّا بكتبهم [1].
و قال: احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها. [2]
إنه 7 ما أراد فضيلة العلم لأهل زمانه فحسب، بل أرادها لكلّ جيل و عصر، كما أنه ما أوصاهم بالتعلّم إلّا لأن يجمعوا كلّ فضيلة معه كما ستعرفه من وصاياه، و كما تعرفه من قوله 7.
فإن الرجل منكم اذا ورع في دينه و صدق الحديث، و أدّى الأمانة و حسن خلقه مع الناس، قيل هذا جعفري، و يسرّني ذلك و يدخل عليّ منه السرور، و إن كان على غير ذلك دخل عليّ بلاؤه و عاره، و قيل هذا أدب جعفر [3].
إن الصادق و آباءه من قبل و أبناءه من بعد جاهدوا في حسن تربية الامّة و توجيههم الى الفضائل، و ردعهم عن الرذائل بشتّى الوسائل، و لكن ما حيلتهم اذا كان الناس يأبون أن يسيروا بنهج الحقّ، و أن يتنكّبوا عن جادة الباطل.
و ما حضّ على طلب العلم إلّا و حضّ على العناية بشأن العلماء و العطف عليهم، فقال 7: إني لأرحم ثلاثة، و حقّ لهم أن يرحموا: عزيز أصابته ذلّة، و غنيّ أصابته حاجة، و عالم يستخفّ به أهله و الجهلة [4].
و قال 7: ثلاثة يشكون الى اللّه عزّ و جل: مسجد خراب لا يصلّي به أهله، و عالم بين جهّال، و مصحف معلّق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه [5].
و قال إسحاق بن عمّار الصيرفي [6]: قلت للصادق 7: من قام من