responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 115

أن يحول دونه، فمن ثمّ تراه أحيانا يصفح عن و خزات الصادق 7 لا يريد أن تزداد الملاحاة في الكلام فتثير كوامن النفوس فتهيج ما يخافه من وثبة و ثورة، غير أن شدّة الحبّ للملك و الملك عقيم، و الحبّ يعمي و يصمّ، تبعث المنصور على الاساءة للصادق و السعي لإهلاكه، فاذا عرف الصادق أن الموقف من الأوّل انبعث لإظهار الحقّ، و أن الموقف من الثاني قابله بلين ليكفّ بغيه و عدوانه.

و ها نحن أوّلا نورد بعض ما كان من الصادق مع المنصور و ولاته من المواقف التي يعلن فيها بالحقّ غير مكترث بما له من سطوة و لولاته من قسوة.

سأل المنصور الصادق 7 يوما عن الذباب و هو يتطايح على وجهه حتّى أضجره فقال له: يا أبا عبد اللّه لم خلق اللّه الذباب؟ فقال الصادق 7: ليذلّ به الجبابرة [1] فسكت المنصور علما منه أنّه لو ردّ عليه لوخزه بما هو أمضّ جرحا، و أنفذ طعنا.

و كتب إليه المنصور مرّة: لم لا تغشانا كما تغشانا الناس؟ فأجابه الصادق 7: «ليس لنا ما نخافك من أجله، و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنّيك، و لا تراها نقمة فنعزّيك، فما نصنع عندك» فكتب إليه: تصحبنا لتنصحنا، فأجابه: «من أراد الدنيا لا ينصحك، و من أراد الآخرة لا يصحبك» فقال المنصور: و اللّه لقد ميز عندي منازل من يريد الدنيا ممّن يريد الآخرة، و انه ممّن يريد الآخرة لا الدنيا [2].

أقول: إن المنصور ما أراد النصيحة لما يصلحه، و لو أراد صلاح نفسه‌


[1] نور الأبصار للشبلنجيّ: ص 141.

[2] كشف الغمّة في أحوال الصادق 7 عن تذكرة ابن حمدون: 2/ 208.

اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست