responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 104

جعفر بن محمّد فتسلّق عليه حائطه و لا تستفتح عليه بابه فيغيّر بعض ما هو عليه و لكن انزل عليه نزلا، فأت به على الحال التي هو فيها، قال: فأتيته و قد ذهب الليل إلّا أقلّه، فأمرت بنصب السلاليم و تسلّقت عليه الحائط و نزلت داره فوجدته قائما يصلّي و عليه قميص و منديل و قد ائتزر به، فلما سلّم من صلاته قلت: أجب أمير المؤمنين فقال: دعنى أدعو و ألبس ثيابي، فقلت: ليس إلى ذلك من سبيل، قال لي: فأدخل المغتسل فأتطهّر، قال: قلت: و ليس إلى ذلك أيضا سبيل، فلا تشغل نفسك فإني لا أدعك تغيّر شيئا، قال: فأخرجته حافيا حاسرا في قميصه و منديله، و كان قد جاوز السبعين‌ [1] فلمّا مضى بعض الطريق ضعف الشيخ فرحمته فقلت له: اركب، فركب بغل شاكري‌ [2] كان معنا، ثمّ صرنا إلى الربيع فسمعته و هو يقول: ويلك يا ربيع قد أبطأ الرجل و يستحثّه استحثاثا شديدا، فلمّا أن وقعت عين الربيع على جعفر و هو بتلك الحال بكى، و كان الربيع يتشيّع، فقال له جعفر 7: يا ربيع أنا أعلم ميلك إلينا فدعنى أصلّي ركعتين و أدعوا، قال: شأنك و ما تشاء، فصلّى ركعتين خفّفهما ثمّ دعا بعدهما بدعاء لم أفهمه إلّا أنه دعاء طويل، و المنصور في ذلك كلّه يستحثّ الربيع، فلمّا فرغ من دعائه على طوله أخذ الربيع بذراعه فأدخله على المنصور فلمّا صار في صحن الايوان وقف ثمّ حرّك شفتيه بشي‌ء ما أدري ما هو، ثمّ أدخلته فوقف بين يديه، فلمّا نظر إليه قال: و أنت يا جعفر ما تدع حسدك و بغيك و فسادك على أهل هذا البيت من بني العبّاس و ما يزيدك اللّه بذلك إلّا شدّة حسد و نكد، ما تبلغ به ما تقدره، فقال له: و اللّه يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا من‌


[1] لم يتجاوز الصادق السبعين عاما و إنما كان حدسا من محمّد، و أحسبه لما كان يشاهده من ضعفه.

[2] أجير و مستخدم.

اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست