اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 47
و يظهر أنها هي النسخة الوحيدة من هذا الكتاب.
و مع قدم كتابة النسخة ففيها كثير من التحريف، و في هوامش الورقات ال (75 و 97 و 128 و 149) استدراكات على المؤلف، منها ما هو منقول عن ياقوت، و هناك تصحيحات يسيرة منها ما أدمج في الأصل كما في الورقة ال (128): «قر في الحجاز في دار فهم. كذا في الأصل و أظنه قو، و هو موضع بين فيد و النباج».
و أقول: لقد أبعد صاحب الظن النجعة، فأين فيد و النباج من دار فهم؟ و من التصحيحات: في الأصل (عين أرباع) و في الهامش: صوابه أباغ.
عملي في نشر هذا الكتاب
1- حرصت على أن أقدم صورة مطابقة للأصل المخطوط بقدر ما استطعت، مع التنبيه على ما فيه من أخطاء.
2- من المعلوم أن الغاية من تحديد الأمكنة معرفة مواقعها الصحيحة، و كثير من تعريفات المتقدمين للمواضع لا تهيئ للباحث أن يعرف موقعها.
و من أمثلة تعاريفهم: الموضع الفلاني في بلاد بني فلان. يعنون قبيلة زالت و جهل أمرها، و حل مكانها قبيلة أخرى تعرف باسم آخر.
و كأن يقال: هذا الموضع بين مكة و البصرة، و ما أطول المسافة بين المدينتين. و كأن يوصف الموضع وصفا غير مميز، كأن يقال عن جبل: إنه أسود الرأس ململم، و عن واد: إنه واد طويل عريض. و عن أرض: إنها تنبت من النبات كذا و كذا، دون زيارة تميز تلك الأوصاف و تبين الموضع. إلى آخر التعريفات التي زخرت بها كتب مؤلفي معجمات الأمكنة.
و إذن فإن ما يقدم من تلك الكتب للباحثين في عصرنا الحاضر يجب أن يكون ملائما لمداركهم و فهمهم، و ممكنا الاستفادة منها فائدة تامة، و ذلك يستلزم أن تحدد الأمكنة تحديدا دقيقا مرتبطا بما هو معروف من المواضع، و موضحا موقعه من خطوط الطول و العرض، و هذا ما حاولت أن أقوم به بالقدر المستطاع.
فأذكر قرب الموضع من بلدة معروفة، أو أحدد المنطقة التي يقع فيها، و إذا كان معروفا أحاول
اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 47