اسم الکتاب : الأرج المسكي في التاريخ المكي وتراجم الملوك والخلفاء المؤلف : علي بن عبد القادر الطبري الجزء : 1 صفحة : 109
مغربا و عشاء و صبح اليوم الذى يليه و ظهره، و امتلأ المسجد الحرام من الموتى و الأوساخ و الطين، و ذهلت العقول بسببه.
و قد نظم جماعة من المتعلقين على الأدب قصة السيل المذكور مع قصة ما وقع بعده فى أبيات تنفر عنها المسامع لركاكتها و قبحها و استهجان الطباع السليمة لها، بل و بعضهم كتبها و أرسلها إلى البلدان، فنسأل اللّه تعالى العافية من الهذيان، و المنّة، الواهب العقل الرحيم الرحمن.
ثم وقع فى اليوم الذى يليه سقوط جدران البيت الشريف، كما سيأتى تفصيله فى الباب الثالث إن شاء اللّه تعالى.
***
الفصل الثامن فى الفتن الواقعة بمكة المشرفة بعد الخلفاء الراشدين (رضى اللّه عنهم)
منها: فتنة الحصين بن نمير [1] مع عبد اللّه بن الزبير (رضى اللّه عنهما):
و كانت هذه الفتنة فى عام أربعة و ستين من المائة الأولى، و أصلها: أن عبد اللّه بن الزبير (رضى اللّه عنهما) استولى على جهات الحرمين و اليمن و العراق و غيرهما، و لم يدخل فى بيعة يزيد بن معاوية، فجهز يزيد عليه مسلم بن عقبة [2]، فسار بالجيش، فلما كان فى أثناء الطريق مات بعد أن أقام عوضه [3] الحصين بن نمير و قال له: يا ابن بردعة الحمار، الأمر إلى ما وهبتك هذا الجند، و لو أنى أكره أن أتزود عند الموت معصية أمير المؤمنين ما وليتك، و لكن خذ منّى [4] أربعا: أسرع السير، و عجل المناجزة، و عم الأخيار، و لا تمكن قريشا من ذلك.
[1] الحصين بن نمير: هو الحصين بن نمير بن نائل، أبو عبد الرحمن الكندى، ثم السكونى: قائد من القساة الأشداء المقدمين فى العصر الأموى. من أهل حمص. و هو الذى حاصر عبد اللّه بن الزبير بمكة، و كان فى آخر أمره على ميمنة عبيد اللّه بن زياد فى حربه مع إبراهيم بن الأشتر، فقتل مع ابن زياد على مقربة من الموصل سنة 67 ه. الأعلام: