اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 398
جنوة و خرج لوداع الباشدور عامل البلد و كبراؤها، و تهيأ العسكر بشاطئ البحر مع أصحاب الموسيقى، و هيأوا أربعة من الفلك لركوبنا فيها إلى الفركاطة، و تبعتنا فلك عديدة فيها نصارى رجال و نساء بقصد الفرجة على عادتهم، و أخرجوا المدافع من أبراج المدينة على حسب القانون في ذلك، و عند طلوعنا إلى الفركاطة وجدنا الرئيس و كبراءها متهيئين للقاء، فتلقوا بفرح و سرور و أدب و برور، و حملوا ما فيه الكفاية من الفريشك الدجاج و الضأن و الخضر و الفواكه الموجودة في الوقت.
مكينة صنع ماء الثلج
حتى من الثلج بقصد تبريد الماء. و المكينة التي يصنع بها الثلج في نحو ربع ساعة، بحيث إذا تم ذلك الثلج تكون هذه المكينة مهيئة لصنعه، و طلبت من الرئيس ذات يوم الحضور لصنع هذه الثلج في تلك المكينة، فساعدني و أحضرني إلى بيته فوجدت هذه المكينة، كهيئة زنبيل الأتاي المستدير الذي يسع نحو رطلين من الأتاي، و هو مبسوط الطرفين و له يدان بوسطه ينزلانه على وقافتين ناتئتين/ 349/ من كرسيها الذي يوضع على الأرض أو على طبلة عند الخدمة بها، ثم نزع هذا الزنبيل و هو من العود و وضعه على الطبلة، و فتح فاه و أفرغ فيه كأسا من حجر الشب و كأسين من النشادير و كب عليهما الماء، و بوسط هذا الزنبيل حاجز بداخله، ثم سده سدا محكما و ركبه من يديه على تلك الوقافتين، و كان في غطاء الزنبيل عروة