اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 389
ناذرة من نواذر الزمان ترشد إلى اتخاذ الحذر في بلاد الأمان
و ذلك أننا لما رجعنا إلى مدينة طورين في يوم الجمعة الرابع شعبان، و بنفس وصولنا و وصول صناديق حوائجنا إلى محل النزول، أذن الأمين الحازم الضابط الطالب السيد بناصر غنام أحد الخدمة بفتح الصندوق الذي فيه مال المخزن، و ذلك من حزنه كما هو دأبه مهما غاب عنه هنيئة ما يرجع و يفتحه ليطمئن خاطره،/ 337/ فحين أزال الخدام الذي كان شده، القنبة التي كانت مشدودة عليه، و رام الأمين فتح قفله بمفتاحه وجد القفل مفتوحا، فرفع غطاءه و بحث عن الخنشة التي كانت فيه فلم يجد إلا محلها في وسطه فارغا، فطار لبه و اضطرب قلبه و اعترته ألوان و تقصلت منه الشفتان، فقلت هذا العارض الذي غيرك و أي شيء حدث فحيرك، فقال:
فقدت خنشة من المال على التمام و الكمال، فيها ألف لويز و ضرب اليمين بالشمال، فتكدرنا لذلك غاية الكدر مع أنه لم يكن منه تقصير في الحزم و الحذر، و من العجب أنه كان بهذا الصندوق خنشة أخرى على وجهه مفتوحة فيها تسعون لويزا، فوجدها بمحلها، و التي كان مدفونة في وسطه لا زالت على شدها هي التي فقدها، و كانت العادة مهما عزمنا على الخروج من بلد لأخرى، يأتي نائب المخزن و تسلم إليه
[2] على الساعة 11 يومه الجمعة اكتشف الأمين بناصر غنام سرقة كيس به 1000 لويزة ذهب، حوالي 20 ألف ليرة إيطاليةNouva Torine بتاريخ 26 غشت سنة 1876 م.
[3] أثناء سير القطار العائد من فلورنس إلى طورين، فتح اللصوص الصندوق بمفاتيح مزورة، و لم ينجحوا في إقفاله بنفس المفاتيحCorrire -del Serra .
[4] تدفع أمتعة السفارة عادة إلى ضابط الشرطة الذي يحملها من الفندق إلى رئيس محطة قطار فلورنس ليسلمها للمكلفين بالقطار الذاهب إلى طورين، و من بين هذه الأمتعة الصندوق الذي كان بداخله الكيس المسروق، و بمحطة طورين استلمت الأمتعة الشرطة و حملتها إلى فندق إقامة السفارة المغربية.
(نفس المصدر السابق).
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 389