responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 382

تلك المدجة من الحرير، فإذا مرت عليه مثلا ساعة واحدة و هو مرسل بداخل الصندوق يعرفون كم نقص بسبب يبسه، و إذا مرت عليه ساعتان زاد النقص، و يجعلون لكل عينة من الحرير ثمنا على حسب طول مكثه في ذلك الصندوق، ثم وجدنا نساء مشتغلات بتحويل الحرير و يجعلونه مدجات متساوية، و شعرات الحرير حين تمر من الناعورة الكبرى إلى النواعير الأخر، تمر على قضبان رقاق من البلار معكوفة الرؤوس كهيئة رأس البريمة الصغيرة، و بقرب الناعورة مجانة تخبر بقدر طول الخيط من الحرير الذي مر عند التدوير، فإذا مر منه طول أربعمائة متر و خمسين مترا، تقطع الخيط وحده فتزال تلك المدجة و تستأنف أخرى، و هكذا و الغرض منه ليكون النساج على بال من طول شعرات المدجات كما قيل، ثم أوقفونا على ميزان يعرفون به قوة الحرير و صحته، و ذلك أنهم يأخذون شعرة منه طولها نحو ربع ذراع، و تمسك في لوحة من حديد و يجعلون في طرفيها تقالة و يديرون ناعورة صغيرة، فتأخذ تلك الشعرة تمتد إلى أسفر و تطول حتى تتقطع، فعند ذلك ينظرون الدرجة التي تقطعت فيها، و منها يعرفون قوة ذلك النوع من الحرير/ 331/.

ثم توجهوا بنا إلى دار فابريكة نسج الحرير، فوجدناها على الهيئة التي ذكرناها في مدينة ليون، و فيها من ألوان الكمخة عينات شتى، منها ما في عرضها أزيد من قالتين، و كذلك من أنواع المشجر منه ما هو من لون واحد و منه ما هو من ألوان.

ثم دخلوا بنا إلى دار يبيعون فيها الثياب المنسوجة من الحرير، و صاروا يفتحون الشقق و الأطراف الميشطرات و ينشرونها أمامنا، فقيل لهم إننا لم نأت بقصد التجارة لكن دخلنا إلى هذه الدار بقصد رؤيتها فلا تتعبوا أنفسكم، فقالوا أنهم فرحوا بدخولنا لدارهم و من حقهم و اعتنائهم أن يبينوا لنا جميع العينات التي عندهم. ثم يطوى ذلك و يرد لمحله فكانت تلك العينات لا تكاد تحصى، لكنها من الحرير فقط، أو حرير أو قطن لا شي‌ء فيها من الصقلي.

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست