responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 345

التوجه إلى رومة

و في ليلة الخميس السادس و العشرين من رجب‌، سافر بنا بابور البر من فريسني قاصدين رومة بحول الله و قوته، و خرج لوداع الباشدور عامل البلد و الجلنار كبير العسكر بها، و توجه معنا ترجمان الدولة السابق ذكره، و صحب معه أنواعا من الحلواء و فواكه الوقت و الماء المدفون في الثلج، و كان سفرنا في العربة التي تقدم وصفها و لم يكن بها إلا الباشدور و الأمين و كاتبه، و لم يكن معنا اليهودي الذي طلع ترجمانا مع الهدية من طنجة إلى هذا الجنس المحب، فحيث كان يقف البابور في بعض المواضع كنت لم أجد من يخبرني عنها، و قوي عزمي على تقييدها عند رجوعنا بحول الله، و إن رجعنا على هذا الطريق، ثم نادتني النفس الأمارة، و قالت قد ظهر عليك من التكاسل كم من أمارة، فخذ حظك من النوم فقد ظللت متعوبا في هذا اليوم، فقلت كيف يمكنني النعاس مع هذا الارتعاش الذي ليس للنفس معه راحة و انتعاش، فقالت اقرن بين شيليتين فاتكئ على إحداهما و ارسل على الأخرى الرجلين فملت إلى ذلك، لكن كان فيه شبه محظور بسبب القرب من الباشدور، فقلت له يا سيدي لو قربت هذه الشيلية لسيادتك من أختها و مددت رجليك عليها لأصابك من الاستراحة شي‌ء يسير، فإن المدة طويلة و البابور جاد في المسير، ثم قرنت له ما بينهما و اضطجع عليهما، و كأنه استحسن هذه الحالة على الأخرى، و هي كذلك بل من باب أولى و أحرى، و قال: قد فطنت إلى الدسيسة التي قصدتها و علمت النتيجة التي ركبتها و رصدتها، فقلت: و كيف يا بحر الدرر و النفائس الذي لا تخفى عليه المقاصد و الدسائس، فقال: إنك أتحفتني بهذه التحفة و لكن لأمر ما جزع قصير أنفه، لأنك أردت النوم على هذه الهيئة فمنعك الأدب، فاصنع لنفسك مثلها يا شريف النسب، فمنت كذلك طول ليلتي، و حمدت نتيجة حيلتي، فاستيقظت في وقت الغلس، فوجدت الباشدور قد/ 296/ قام و جلس، فحييت سيادته على العادة، و قال: كيف ليلتك، قلت: دون غطاء و وسادة، ثم سرحنا


[1] 17 غشت سنة 1876 م.

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 345
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست