responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 312

و قطره شبر و نصف، مملوء بالضوبل المستدير، قيل في كل واحد ألفان من الضوبلي، ثم وجدنا في خزين آخر مثل سارية مجوفة محددة الرأسين، طولها نحو ستة أذرع، و فيها حوتة كحوتة الفلك التي تستقر عليها، و قد ملئ نحو ربعها بارودا، و ضوبلي من جهة رأسها المحدد المخروط، و باقيها فارغ، و بذنبها أرياش تسير بها، قيل إنها ترسل في البحر عند محاربتهم مع بعض الأجناس إلى البابور الذي يريدون رميه بها بعمل هندسي، فتسير في داخل الماء قاصدة ذلك البابور لا تخطئه. و عند مصادمتها له يدخل رأسها فيه، فيشتعل ذلك البارود في جوف البابور كأنه مينة، فيكون ذلك سبب هلاكه و هلاك من فيه، و لا يمكنهم من ذلك فرار، بل هناك قبرهم إلى دار القرار، هذا مع إرسال حوتة واحدة فكيف إذا أرسل منها عدد كثير، و قيل هذا من مخترعات حكماء الأنجليز التي لم يسبق إليها، و أنها ليست موجودة عند غيره من الأجناس.

كيفية خدمة الخفيف‌

ثم دخلنا إلى محل آخر يخدمون فيه الخفيف‌ الذي يركب مع البارود في عمارة المكاحيل، فوجدنا طناجير عظيمة توقد النار تحتها و هي مملوءة خفيفا مذابا، و يرمي فيها بارات منه عظيمة في تلط الطناجير، و بأسفل كل طنجير قادوس، يخرج/ 267/ منه الخفيف المذاب، و يجري في ساقية على وجه الأرض، و يمر في قواديس من حديد، و ترتفع في باطن طناجير أخر قبالة تلك الطناجير، غير أنها مغطاة، و في وسط الغطاء ثقب يخرج منه قضيب من الخفيف، فيمسكه رجل بيده، بعدما يجعل بيده خرقا من ثياب، و يجذبه و يركبه فوق حرف ناعورة، و تأخذ تلك الناعورة في الدوران، و ذلك القضيب يلتوي على حرفها حتى يملأ حرفها المجوف، فترفع و يوتي بأخرى‌


[1] هو الرصاص قيمنا و ابتعادا من اسمه الأصلي، لأنه يوحي بمعنى الثقل و الضرر و نجد هذا التبديل عند المغاربة في كلمات كثيرة، فمنهم من يسمي صلاة العصر «الساهل» (أي السهل) لأن لفظة العصر تشبه في النطق العسر، و كذلك الفحم «الفاخر».

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست