responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 277

طولا و عرضا. و فيه طبقات كذلك، و الضوء في جميعها من كثرة دفف الزاج، و في كل بيت فراش مرتفع من الفرش، و مائدة الناقوس ببابه. و فيه مطبخة كبيرة يطبخ فيها للمساجين من أزكى الطعام. وجدنا فيها أكوابا ممتلئة حريرة جامدة، رفع منها صاحب المطبخة مغرفتين كبيرتين في زلافة، و قطع من خبزة طرفا نحو نصف رطل ميزانا، و قطعة لحم نحو أوقيتين أو أقل مع إدام يسير، و قال الترجمان هذا ما يطعم للمساجين كل يوم، و فيه صالة كبيرة أرضية، فيها كراسي عديدة و موسيقا، يجتمعون هناك للصلاة، و فيه محل متسع خارج عن البيوت يخرجونهم إليه بقصد انبساطهم فيه ساعة في كل يوم، و هذه الطبقة السفلية إنما فيها أناس يدعى عليهم بالحقوق العرفية، فيتركونهم حتى يقع الفصل فيها. و أما غيرهم من أهل الجرائم، فهم في الطبقات. و عثرنا على بيت هناك مظلم غاية، قيل إنه إن صار من بعض المساجين نزاع و خصام يتركونه فيه ثلاثة أيام فلا يعود إلى ذلك أبدا، و استنبطوا عقوبة للسارق، و ذلك/ 233/ أنهم اتخذوا صندوقا مقسوما نصفين، مقبوضا من غاربه بقريقيات، و فتح لوحته العليا دائرتين نصفهما في كل نصفي اللوحة الفوقية، يفتح هذا الصندوق‌ و يدخل إليه السارق و يسد على ما فوق ركبتيه، و تغل يداه بين خشبتين منصوبتين فوق الصندوق، ثم يضرب بسياط خمسين سوطا بين كتفيه، و قد نزعت ثيابه، و صاحب السوط يضرب به بغاية جهده، و صفة السوط قضيب رقيق، طوله يزيد على ذراع يسيرا في رأسه جلدة ركب فيها تسعة خيوط من القنب الرقيق فيها، عقد طول هذه الخيوط كطول القضيب، قيل كل ضربة به يتفجر منها الدم، و أن من ضرب به خمسين سوطا يموت لا محالة. و أكرمنا هناك قائد السجن‌


[1] إن التنشئة الحديثة للسجون بأوربا لم يقض معها بالمرة على النظام الذي كان سائدا من قبل، و ذلك خشية إضعاف هيبة القانون فاحتفظ ببعض مظاهر القسوة في النظام العقابي كما كان الأمر قديما.

(مؤسسة السجون، أحمد مفتاح البقالي، الرباط، 1979 م).

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست