اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 229
الحجر في حك من كاغد، و التراب في قطيع زاج، و كتب على كل معدن من أي محل هو، و ما يخرج منه، منها صندوقان فيهما حجر معادن الغرب، و عدد ما في هذين الصندوقين من المعادن المغربية سبعون معدنا. منها ما هو من الجديدة، و من طيط و غيرهما، و صناديق أخرى بالزاج، فيها النبات الذي يكون في قعر البحر على أشكال، و في صناديق عظام حيوان البحر الصغير و الكبير، حتى عظام غلالتة التي تكون بالشاطئ، و هناك قرود ممتدة الأفواه كالكلاب، و القاموس و حيوان عظيم الخلقة، أما ذاته ما عدا الرأس و الأرجل فأعظم من ذات الفيل الذي رأيناه في جنان الوحوش، و يداه و رجلاه مثل ما للفيل، إلا أنها قصيرة، طولها نحو ذراع، و عنقه قصير جدا، و رأسه قرنة جسم كأنه مربع الشكل إلا أن زاويتي الفكين مثل قطع دائرة، قيل إنه وجد في بعض الأودية. ثم أكباشا من الغنم صوفها أسود. و الكركران و القنية و الفيران كبار و صغار، منها فأر عظيم كالحوت الشابل، له ذنب مبسوط، قيل إنه يعبر الواد و يرفع ذنبه للريح، و الضربان، و هناك من الطير ما لا حاجة إلى تفصيلها، سئل عن عددها فقيل ثمانية عشر ألفا، فقيل كم أجناسها، فقيل ثلاثمائة، و رأينا هناك القنفود و الهر/ 178/ و النمس. و من تلك الطيور الباز و الرخمة و الحدية و النسر و النعام إلى غيرها. مما لا نعرفه، ثم دخلنا لثماني قبب، أربع مصفوفة بعد أربع إنما فيها أي في جدرانها مرايا كبيرة، فيها صور آدميين، و في وسطها شوالي و كنابيس، و وجدنا في بعضها صورة رجل و زوجته لا شيء عليهما من الثياب، و الرجل بيده اليمنى بل اليسرى أغصان شجرة بأوراقها، قد وضعها على عورته، و في يده شيء مثل التفاحة و بيد زوجته مثلها، و قد جمعت فخذيها على فرجها، و هما تحت شجرة
[1] المهندس البلجيكي ديكانDesguins ورد على المغرب سنة 1868 م للتنقيب عن المعادن و الثروات الطبيعية، و دراسة إمكانيات صناعية و غيره. ربما تكون العينات التي أخذها معه إلى بلجيكا هي المعروضة في المتحف المذكور. ابن زيدان، الإتحاف، ج 2: 461.
[2] وحيد القرنRhinoceroc ، أو خرتيت كركدن (المنجد).
[3] الحدأة طائر من الجوارح (معجم الفصحى في العامية، محمد الحلوي).
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 229