responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 193

تلك الخدمة، و الخدمة هناك كثيرون هذا عملهم بسبب تعدد المكينات، ثم صعدنا طبقة أخرى فوجدنا فيها نواعير تدور، كل ناعورتين تدوران على رابط بينهما كالحائط، يدور عليهما منشور و تدور بدورانه صفحات الكاغد المكتوبة، بل المطبوعة.

قيل إن بدورانها يصفيها الهواء فيتم يبسها، و لعلها أن بمرور الصفحة بين الناعورة و الحديد ترتدع الحروف التي تكون بارزة في الكاغد، و تنبسط، ثم يصيبها الهواء، و بمرورها يقبضها خدمة آخرون، فيدفعونها/ 140/ لنسوة فيشتغلن بطيها و يضعنها بعضها فوق بعض على حسب تواليها و تتابعها. و هناك نسوة أخر يفصلن الورقات، و يضعن كل ورقة فوق أخرى على حسب تتابعها أيضا، ثم صعدنا طبقة أخرى فوجدنا فيها نسوة يخدمن الكتب بالمكينات، بحيث يجعلن حروف الكتاب أسفل حديدة و يرسلها عليه فتمر عليه بسرعة، فتأخذ منه قدرا، و تترك ذلك الحرف في غاية الاستواء.

و في الطبقة التي فوق هذه المسفرون‌، و الكتب موضوعة أمامهم مصطفة من الأرض إلى السقف، ممتدة مع طول هذه الطبقة. فمنهم من هو مشتغل بوضع التذهيب في ألواح الأسفار، و منهم من هو مشتغل بخياطة الكتب، و سئل عن عدد الخدمة الذين بهذه الدار، فقيل ثنتا مائة خدام، بين رجال و نساء، و هذه الكتب تفرق في سائر الأقاليم، و يطبع في هذه الدار بجميع الأقلام الموجودة في الوقت عدا القلم العربي‌، فلم نر مطبعته هناك، و إن كانت موجودة هناك فلم نصادف وقت الطبع بها، و لعله لقلة طالبها.


[1] في الأصل السفارة.

[2] انتقلت الطباعة إلى مصر مع الحملة الفرنسية سنة 1798 م، و لما انتهت الحملة أعيدت أدوات الطبع و آلاتها إلى فرنسا، حتى أسس محمد علي باشا مطبعة بولاق عام 1820 م و غدت المطبعة الرسمية للحكومة المصرية و تضم 469 حرفا. (الطباعة الحديثة، علي حسين عاصم، 1956، 1: 12).

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست