اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 157
وجم غفير، كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع. فدخلنا إلى محل خاص لا يدخله إلا المأذونون لدخوله من أهل القرب و الاختصاص. و فيه قبب مبنية مرتفعة. فطلعنا إلى إحدى القبب، فوجدنا فيها بعض الناس من خواص الدولة، و إذا بكبير الدولة معهم. فحين رأى الباشدور صاحب السر المذكور، قام إليه، و نزع ما كان على رأسه بشماله، و صافحه باليمين و مرحب و ما قصر في البشاشة و التعظيم، ثم زاد معه إلى دربوز مشرف على تلك الخلائق، و رجع إلينا حيث رآنا بقينا واقفين لم نتبعهما إلى المحل الذي زادا إليه، و تكلم معنا/ 81/ فقال لنا ترجمان كان هناك/:
يقول لكم إن شئتم فادخلوا معه إلى ذلك المحل الذي دخل إليه الباشدور، و إن شئتم فاصعدوا إلى القبة الفوقية، فصعدنا إليها أدبا مع الباشدور، لأن ذلك المحل كان معه فيه كبير الدولة و زوجته و بعض خواص الدولة، و حين ارتقينا إلى الأعلى أشرفنا على جميع تلك الخلائق، و هم على فرقتين، فرقة في الجهة التي فيها قبة كبير الدولة و لا يدخلها إلا من يعطي قدرا موظفا للمخزن، و هم نحو النصف من تلك الخلائق، و امتدوا يمينا و يسارا، و الفرقة الأخرى في الجهة المقابلة لهم، و هم لا وظيف عليهم، و بين الفرقتين فضاء متسع ممتد بامتداد الفرقتين. فيه تتسابق الخيل، و العرف عندهم في هذه المسابقة أنه يخرج عدة من الفرسان، و يشرعون في العدو في آن واحد حتى يصلوا علامة قبالة القبة التي كان فيها كبير الدولة، ثم يستمرون على عدوهم و جريهم إلى منتهى الفرقة التي عن يمينهم فيرجعون و يلوون عن اليمين، و يستمرون
[1] ابتداء من سنة 1814 م انتشرت مسابقات الفروسية بمجموع القارة الأوربية، و كانت أنجلترا سباقة في هذا الميدان. و قد نظم نابليون الأول منذ سنة 1807 م أولى مسابقات الخيول بفرنسا، فأصبحت تقاليد هذا اللعب مع مرور الوقت تدخل المجتمع الفرنسي و تتطور تدريجيا بدعم من الدولة.
Grand Larousse EncycloPedique, L. Larousse, Tome 2, P. 358.
[2] حلبةChantilly لسباق الخيل افتتحت لأول مرة في ماي 1834 م بحضور أزيد من 000، 30 متفرج. و أصبحت أهم حلبة بباريس، تمتد على مدار بيضوي الشكل طوله 3200 متر. (نفس المرجع).
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 157