responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 152

ريال في كل شهر.

بعض أوصاف باريس‌

و أما طرقها فهي أعرض بكثير من طرق مرسيلية، و الأشجار ممتدة معها من الجهتين، و الفنارات بينها مرفوعة على أعمدة من النحاس المخروط المورق. من أسفله عريض، ثم يتناقص تدريجيا إلى أعلاه. و كنت أتعجب من استقامة تلك الأشجار بحيث لا ترى في أصولها شيئا من الاعوجاج، حتى وقفت على العلة في ذلك في الأشجار الصغيرة، و ذلك أنهم يتخذون خشبة طويلة مستقيمة و لعلها تغرس في آن واحد حين غرس الشجرة و يربطونه معها، و يجعلون حائلا رطبا بما يلي الشجرة، و بأصولها دوائر حديد يوصل بعضها ببعض بقضبان منه، و يبقى تحتها فضاء بينها و بين أصل الشجرة، و انظر ما السر في ذلك، و في بعض الطرق أماكن في غاية التوسعة، مغروسة كلها بالأشجار، محدقة بألوان النوار، و بين الأشجار شيليات، فبعض هذه المواضع يتخذ للقهوة، و يوجد مثله يتخذ أسواقا للخضر و النوار و غيرهما، و تلقى في بعض الطرق خصات/ 75/ لعلها من رخام أسود على كيفية عجيبة، و ذلك أن أصل الخصة يحيط به صور آدميين سود، بين أرجلهم صورة حوت، ينبع الماء من فيه، يرمى أمامه، و فوق هذه الصور بنحو ثلاثة أذرع بحسب ما يرى الرائي من بعد خصة مستديرة، و في وسطها بناء مرتفع على هيئة المظل، ينبع الماء من رأسه، و ينزل في تلك الخصة. و أمام تلك الصور السفلية صور آدميين دائرين بتلك الصور، بينهم بعد أمامهم و هم ماسكون شيئا بأيديهم قد ضموه إلى صدورهم، و الماء يخرج منه مرتفعا يرمى وراءهم إلى تلك الخصة التي فوقها المظل. ثم صهريج كبير مستدير محيط بالجميع، و تتبع وصف ذلك كله يطول.

و في اليوم الذي دخلنا فيه لباريس و هو يوم الخميس منتصف جمادى الأولى المذكور بعدما نزلنا بتلك الديار، قدم رجل من كبراء الدولة و هو قائد المشور عندهم‌


[1] يقصد الحدائق العمومية و من أشهرها بباريس لوكسمبورغ. 8 يونيو سنة 1876 م.

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست