اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 121
النهار، و الناس في فرح و سرور من السلامة من سطوة الواحد القهار.
...
/ 27/ تنبيه، تقدم أن الفركاطة شرعت في السفر من طنجة في الساعة الحادية عشرة و نصف من يوم الأربعاء السابع من جمادى المذكور، و أرست بمرسى مرسليية في الساعة الثامنة من يوم الأحد الحادي عشر منه، فيكون مدة السفر أربعة أيام عدا ثلاث ساعات و نصف ساعة. و في هذه المدة اثنتان و تسعون ساعة و نصف ساعة.
مدة السفر في البحر إلى مرسيلية
و نقل عن رئيس هذه الفركاطة أن قانونها في السير من طنجة إلى مرسيلية ثنتان و سبعون بموحدة ساعة، و هي مدة ثلاثة أيام، لكنه خفف من سيرها محافظة على تلك الخيل و مراعاة لمن أوصاه بمحافظتها و سلوك سبيل التلطف في كل ما يرجع إليها.
فانظر أيها العاقل اللبيب، الفطن الأريب، بعين بصيرتك و نور سريرتك، إلى هذه الخيل حين فارقت برها المألوف، و ركبت هذا البحر المهول المخوف، كيف قيض لها الحي الخلاق و المنان/ 28/ الرزاق من يقوم بما تحتاج إليه من الماء و العلف، و التبن و الربيع، و سائر الكلف مع مراعاة أحوالها في جل الأوقات، و تقديم ما يناسبها فيه من الأقوات، فكيف بك يا مسيء الظن مثلي بربك الحميد الذي تكفل برزقك كما أفصح به القرءان المجيد. إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ.