اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 119
غاية في السكون و الخمود و الركون، و كان الباشدور المذكور أمر الطباخين بتهييء مؤنة السفر بما للجميع فيه تمام الكفاية، كما اقتضت ذلك منه حسن الدراية، فاشتروا جميع الضروريات و أتوا على جميع المقتضيات مراقبين ما عليهم من الإشراف، متنكبين طريقي الأقتار و الإسراف، فأحسنوا القيام بتلك الكلفة، مع مراعاة آداب المعاشرة و الألفة، جزاهم الله أحسن الجزاء، و ضاعف أجرهم يوم العرض و الجزاء، و تقبل عملهم و بلغ ءامالهم.
/ 23/ هذا الفصل سيقدم و يلحق بموضعه المناسب بحول الله.
رجع، قد يقال إن من القوانين المشهورة و الشروط المقررة المأثورة أن تخرج المدافع برا و بحرا عند ركوب الباشدور.
علة عدم خروج المدافع
فما بال هذا المقيد لم يعرج عليه، و لا أومأ بشيء إليه، قلت: لما طلعنا إلى الفركاطة وجدنا مدافعها عامرة، و هي منصوبة في فرج البوردو بارزة، و المكلفون بها يترقبون خروج المدافع 21 من البر ليجيبوهم على العادة. لكن كان أخبر الرئيس أنه حين طلعت خيل الهدية للفركاطة و استقر كل واحد منها بموضعه، سمع بعضها حركة قوية حركت نفسه الأبية، فتحرك بذلك حركة مرهبة حتى كاد يكسر الصندوق المحيط به، و أنه إن أخرجت المدافع بالفركاطة لا شك في نفورها نفور ينشأ
[1] توجه رفقة السفارة مجموعة من الطباخين المغاربة المكلفين بمهمة شراء لوازم الأكل و الشرب الطازجة، و العمل على طهيها و تحضيرها لهم طيلة مدة الرحلة السفارية، و هذا راجع بالدرجة الأولى إلى أسباب دينية و شرعية إذ يتولون بأنفسهم عملية ذبح الأكباش و غير ذلك. سورة الأنعام، الآية 21 وَ لا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ إِنَّهُ لَفِسْقٌ ... مما جعلهم في استقلالية تامة من ناحية الأكل و الشرب عن ضيوفهم كما سأوضح ذلك فيما بعد.