ثمّ بوفون [206] مشفع أفلاطون، و بلين [207] الذي كسا علم الفلسفة رقّة التعبير في كتابه الذي خلّد ذكره، و أعرب عن رقّة طبعه و دماثة أخلاقه.
ثمّ مونتسكيو [208] الذي صرف همّته إلى كتب السياسة، و أبانت تصانيفه عنه غاية معرفته بها. و كفى شاهدا على ذلك ما كتبه في السبب الذي كبرت به الدولة الرومانية و تعاظمت، و الذي سقطت به و انقرضت، و هو كتاب عجيب يحتوي على تعليقات صادقة و عبارات محرّرة راشقة. و كتابه الآخر المسمّى بحكمة القوانين الذي بيّن فيه الحقوق الإنسانية، و قسّمها إلى ثلاثة أقسام:
أوّلها الحقوق المعتبرة بين الأمم في خلطتها السياسية و المتجرية، و ثانيها