ذاكرتى ضعيفة و مع ذلك أعتمد عليها و أركن إليها، و ليس بعد ذلك فساد رأى، و قلة عقل و أحسب أن الذى يحملنى على هذا التعويل عليها إنى أعرفها تحفظ الصور و إن كانت تنسى ما عداها فكل ما أراه يبقى و كل ما اسمعه أو اقرأه يذهب و ما أكثر من ألقاهم فى الطريق و أكون قد رأيتهم من قبل فأتوهم أن لى بهم معرفة فألقى إليهم السلام على سبيل الاحتياط و أقرأ الكتاب و أرى نسخة منه فى مكتبة فأشتريها و قد صار عندى من بعض الكتب عدة نسخ، و بدا لى أن خير ما أصنع إذا خايلنى كتاب فى إحدى المكتبات أن أدون اسمه حتى أرجع إلى البيت فأنظر لعله عندى فأنسى الرقعة و ما سطرت فيها، و يتفق بعد أيام أو أسابيع أو شهور أن تقع عينى على هذه الرقعة فأتعجب، و أتساءل لماذا كتب اسم هذه الكتاب؟ لأراجعه أو لأشتريه؟ و أفعل ما يغلب على الظن.