الخوئي، الذي تدارس مع طلابه النابهين: الفقه و الأصول، و دلّهم على الاجتهاد و الفتوى، و حاضر عليهم- فيما حاضر- هذا المبحث الجليل، و خرج معهم بهذا الموضوع الجديد.
و تطوير فقه الرضاع من الفتوى الى الاستدلال و المبنى: أمر غير يسير، يدلّ على قدرة الفقيه، و دقة اجتهاده، و ما بلغ اليه من تفوق، و مهارة، و إبداع، و أعلميّة، الى جانب نهوضه بالمرجعيّة العليا في مجاري الأمور [1] و قيامه بالنيابة العامة عن الإمام الغائب 7.
و كان الإمام الخوئي (ره) العالم الذي نعتت حياته: (العالم حيّ و ان مات) و نعيت مماته: (إذا مات العالم ثلمت في الإسلام ثلمة لا يسدّها شيء).
جهد المقررين:
و قد عنّ لي- ببضاعتي المزجاة- ان أقدم لهذا الكتاب: (فقه الرضاع) الذي تظافرت عليه جهود الامام الخوئي، و تلميذيه: آية اللّه الشّيخ محمّد تقي الإيرواني، و آية اللّه السيد محمّد مهدي الخلخالي، الذين وصف تقريرهما- في تقريظه ب «. حسن العبارة، جيّد البيان، وافيا بالمراد.».
و رجا من اللّه جلّ شأنه: «. ان يزيد من توفيقهما، و يجعلهما من أعلام الدين، و حفاظ شريعة سيد المرسلين».
و هو ما دل على إبداعهما في أعداد هذا الأثر الجليل من شريعة محمّد