مقدّمة

بسم اللّه الرَّحمن الرَّحیم

الحمدللّه ربّ العالمین والصلاة علی رسوله المصطفی محمّد وآله المیامین سیّما بقیّة اللّه إمام زماننا الحجة بن الحسن المهدی عجّل الله فرجه الموفور بالفرج والسرور.

الرسالة الّتی بین یدیک عزیزی القارئ إنّما هی باحثة عن إحدی القواعد الفقهیة أدلة السنن قاعدة التسامح في المشهورة المتداولة في ألسنة الفقهاء العظام قدیماً وحدیثاً وهی السنن المندوبة والمستحبّات الّتی یترقّب علیها الثواب الأخروی.

فنحن في هذه الفرصة المغتنمة نشیر أیضاً بإشارة تفصیلیة إلی الوجوه الّتی یقال إنّها تصلح لبیان الفرق بین القاعدة الفقهیة والقاعدة الأصولیة ونذکر ما فیها من النقض أو الإبرام ثـمَّ ندخل في أصل البحث الذی صغنا لأجله هذا الأثر وهو التسامح الذی یقال به لظاهر الأخبار في أمر المندوبات وأنّه هل یقبل هذا التسامح بأن یکون صرف العمل بمندوب علی أنه ورد فیه خبر دالّ علی الثواب علیه کافیاً ولو لم نفحص عن سنده أخبار التسامح أم لا؟ ینبغی الالتفات إلی أنّ من میّزات هذا الکتاب هو تفصیله بدلیل الکامل للتحقیق عن جمیع جوانب البحث عن هذه القاعدة الشریفة بما یقلّ نظیره لمن