responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في المكاسب المحرمة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 68
..........................................................................................

ثم لا يخفي أن حمل الاستاذ "ره" القيام المذكور في الاية علي العقوبة الاخروية و أن أكلة الربا يقومون في القيامة قيام من صرعه الشيطان و مسه أمر ذكره أكثر المفسرين أخذا من بعض الاخبار الواردة .

و لكن من المحتمل أن يكون المقصود من القيام في الاية قيامهم في مسير الحياة و التفكر في النظام الاقتصادي و كونه علي سبيل الانحراف و التعدي عن الطريق المعتدل، حيث لم يتوجهوا الي أن الاثمان و النقود وسائل و الات للمبادلات الاقتصادية النافعة و ليست بنفسها أهدافا. و الاصل في المبادلات جلب الامتعة التي يحتاج اليها المجتمعات من البلاد النائية و حفظها و توزيعها علي الوجه الصحيح، و انما جاز الاسترباح فيها عوضا عما يتحمله التجار من المشقات و تشويقا لهم في الاقدام علي ذلك، و هو المراد بقوله : (أحل الله البيع) . فترك هؤلاء التوليدات و التجارات النافعة و صرفوا هممهم في تكثير النقود و الاثمان و جعلوها مقصودة بالذات و قاسوا عملهم الانحرافي بالبيوع و التجارات النافعة، فهذا فكر انحرافي خارج عن الاعتدال يقوم به أكلة الربا في مسير الحياة و قد ولهوا في عملهم هذا و أولعوا به بحيث يشبه حركاتهم و أعمالهم في هذه النشأة حركات المصروعين و السكاري . نعم يمكن أن يكون قيامهم في الاخرة أيضا كذلك، اذ الحشر في القيامة يقع علي وفق الملكات التي حصلها الافراد في هذه النشأة . و لتحقيق هذا المعني مقام اخر، هذا.

و الي هنا تعرضنا لاربع ايات شريفة من الكتاب العزيز بعنوان الضابطة للمكاسب . فلنشرع في شرح الروايات التي تعرض لها الشيخ الاعظم في المقام و هي أيضا أربع روايات :
اسم الکتاب : دراسات في المكاسب المحرمة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست