اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 174
و بالجملة المطلق عبارة عما يكون في مقام جعل الحكم تمام الموضوع، بحيث كان النظر في
هذا المقام مقصورا علي ذاته، و هذا لاينافي لحاظ تماميته في المصلحة الموجبة لتماميته في
الموضوعية قبل مرتبة الجعل ; و علي هذا فلاتنافي بين الكلامين، نعم، الظاهر كون مشي
الاستاذ - مدظله - في باب اعتبارات الماهية أمتن من مشي هذا المحقق، و لاسيما أنه يرد علي ما
سماه باللابشرط القسمي : أنا و ان سلمنا أن الحاكم قبل جعل الحكم في المطلقات يلاحظ أن
الماهية بنفسها تامة في المصلحة و الموضوعية و ليست مقترنة بوجود القيد و لابعدمه ; و لكن
لايصير عدم الاقتران بوجود القيد و لا بعدمه من قيود الماهية ; بل الملحوظ حينئذ نفس
الماهية، غاية الامر أنه تعلق لحاظ مستقل آخر بأن هذه الماهية غير مقترنة، لابوجود شي و لا
بعدمه، من دون أن يصير الملحوظ بهذا اللحاظ قيدا للملحوظ بذاك اللحاظ المتعلق بالماهية ;
اذ ليس كل مجتمعين في اللحاظ يجب أن يكون أحدهما قيدا للاخر; و هذا بخلاف القسمين
الاخرين، ففي البشرط شي مثلا يصير الايمان الملحوظ باللحاظ الثاني قيدا للرقبة الملحوظة
أولا، لكونه من حالاتها، فبطل ما سماه باللابشرط القسمي ، وعده أحدا من اعتبارات الماهية
من أصله و أساسه، فتدبر، فان المسالة دقيقة جدا، و لاجل ذلك خرجنا من طور
الاختصار.[1]
الفائدة السابعة : اعتبارات الماهية بلحاظ آخر
"و ان تقسيم لحاظها انما هو لبيان أن معروض وصف الكلية في الذهن
هو الملحوظ بأي قسم من اللحاظات الثلاث و عرفت أن الملحوظ في
القسم الاول هو نفس الماهية بخلاف القسمين الاخرين، فلامحالة يكون
الكلي الطبيعي - أي الذي يعرضه وصف الكلية - هو الملحوظ في القسم
الاول يعني نفس الماهية لكن مع حذف اللحاظ و اعتبار الملحوظ فقط، و
أما علي مذاق من جعل التقسيم لنفس الماهية و جعل المقسم نفسها و القسم