اسم الکتاب : البدر الزاهر المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 205
المتلقاة عنهم (ع)، و كذلك عبارة الفقيه و كلمات القاضي و
أبي الصلاح ظاهرة في الخلاف، و بعض القدماء كالمفيد مثلا لم يتعرض للمسالة أصلا. نعم، عبارة المبسوط الذي هو كتاب
تفريعي ، و كذا السرائر ظاهرة في اثباته و لكن لا يتحقق الشهرة المعتمد عليها بمثل ذلك .
و علي هذا فان نهض رواية ابن بزيع لاثبات ما سموه وطنا شرعيا فهو، و الا فالمرجع عمومات أدلة القصر في السفر، فنقول :
محتملات رواية ابن بزيع
المحتملات في الحديث ثلاثة :
1 - أن يحمل علي ما يستفاد من ظاهر كلام الفقيه، أعني ما يقيم فيه في كل سنة ستة أشهر.
2 - أن يحمل علي ما سموه وطنا شرعيا.
3 - أن يحمل علي تحديد الوطن العرفي و يكون ذكر ستة أشهر من باب المثال كما سياتي توضيحه .
أما الاول : فتقريبه أن يقال : ان قوله (ع) في تفسير الاستيطان : "أن يكون له فيها منزل يقيم فيه ستة أشهر" جاء بلفظ
المضارع، بل الموجود في أكثر روايات ابن يقطين و صدر رواية ابن بزيع أيضا استعمال الاستيطان كذلك، بل لا يوجد في
الروايات المتعرضة لحكم الاستيطان ما يكون بلفظ الماضي سوي قوله : "سكنه" في رواية سعد بن أبي خلف، اذ لفظة : "توطنه"
في رواية الحلبي و ان احتملنا فيها بدوا أن تكون ماضيا من التفعل لكن الظاهر كون التوطن لغة مستحدثة، و لذا لم يذكر في
الصحاح و القاموس، و انما ذكره المنجد كما عرفت، فيتعين كون لفظة : "توطنه" في الحديث أيضا مضارعا من الافعال أو التفعيل .
و علي هذا فلا يمكن حمل الاستيطان و نظائره في أخبار الباب علي ما نسب الي
اسم الکتاب : البدر الزاهر المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 205