responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 94
بسبب وجودها خارج نطاق الحواس .

الحواس أشبه شئ في عملها بشبكة صيد الاسماك . فشبكة الصيد تستطيع صيد الاسماك في ظروف معينة، كأن تتصف بالقدرة علي صيد أسماك بأحجام مختلفة، و أن تكون هناك أسماك في متناولها. فحتي أفضل الشباك لاتستطيع صيد سمكة واحدة في البر. أو اذا ألقيت في البحر شبكة كثيرة الشقوق فهي أيضا لاتصيد سمكا. فهل يمكن في مثل هذه الظروف الجزم بعدم وجود السمك . فانعدام التناسب المنطقي بين الاشياء و بالنتيجة عدم الترابط الصحيح بينها لايعد دليلا علي عدم الوجود.

2 - كل حاسة من حواس الانسان تعمل ضمن النطاق الخاص بها. و من العبث ان يرتجي منها ما هو ابعد من ذلك . والحواس تستطيع ادراك الامور المادية فحسب . والله ليس مادة .

3 - الحواس مجرد وسائل، و أما مهمة تحليل المعلومات التي تأتي عن طريق الحواس، فهي من واجب النفس . فالمعلومات القادمة عن طريق العين تنعكس في الذهن وبعد ذلك تحصل عملية الرؤية و يتحقق الادراك . اذا فالحواس مقدمة لعمل الذهن .

4 - هناك كائنات كثيرة في هذا الوجود لايراها الانسان و لكنه في الوقت ذاته يوقن بوجودها، كالهواء، والجاذبية، والمجال المغناطيسي ، والتيار الكهربائي ، والعواطف، والمحبة، والعداوة، والحقد، والحسد، والعقل و غيرها، و لكن لايمكن لمسها أو رؤيتها أو تذوقها و ما الي ذلك . و انما يفهم وجودها من خلال معطياتها و نتائجها.

5 - اضافة الي الحواس الظاهرية يتمتع الانسان بحواس أخري أيضا. و مثلما ندرك المحسوسات بالعين المجردة، نستطيع استشعار الامور غير المحسوسة بالحواس الباطنية . نذكر من ذلك مثلا أننا نستطيع ادراك بعض الحقائق عن طريق القلب اذا طهر من اقتراف الذنوب . قال يعقوب بن اسحاق : كتبت الي أبي عبدالله (ع) أسأله كيف يعبد العبد ربه و هو لايراه ؟! فوقع (ع): يا أبايوسف ! جل سيدي و مولاي والمنعم علي و علي آبائي ، أن يري . قال : و سألته هل رأي رسول الله 6 ربه ؟ فوقع (ع): ان الله تبارك و تعالي أري
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست